الملصقات الميتة
لم تعرف الانسانية عبر تاريخها الطويل المشاعر او العواطف الميتة انما كانت مشاعرهم حيّة وجياشة وعواطفهم متدفقة .. وعرف العرب برومانسيتهم واشعارهم العذبة التي تحاكي القلب وتطربه .. اليوم نحن نستخدم ملصقات ميتة خالية من كل المشاعر الانسانية ومتشابهة الحرف والمعنى ونرسلها لمن نحب في المناسبات الحميمية التي تتطلب الصوت والصورة .. نرسل ملصقات مصورة لا تعبر عن صدق صاحبها ومحبته وانما ترسم صورة قاتمة لمستقبل مجهول .. مؤسف ان يقوم الابناء بتهنئة الاباء بملصق يرسله لهاتفه غير متكلف عناء الاتصال او الحضور وماتت مع هذه الملصقات دفء العلاقات العائلية والتواصل الحميمي فاصبح الاب يجلس وحده في بيته لا احد من ابنائه يتصل به او يحضر عنده مكتفين بملصق لا تحمل اية مشاعر او عواطف تتفق مع مناسبة الزامية للاحتفال بها وسط الاهل والاحباب .. نحن نعيش زمن مؤسف ومؤلم عندما تجير المشاعر بصورة او مربع تزيد العزله ولا تواسيها وتعقد المشكلة ولا تحلها .. وعلينا ان نسارع بان نعيد تلك المشاعر الجميلة في نفوسنا اولا ونصيغها بقلمنا وصوتنا وحضورنا كما كنا نفعل من سنوات قليلة .. يجب ان يسمع من نحب نبرات صوتنا الذي