سيدتي الخادمة
هذه المهنة ليست طارئة فقد عرفها العالم القديم بشكل اخر وبصورة بشعة خالية من المشاعر والانسانية .. حيث كانت عبودية بكل صورها وأشكالها وكانت النساء والرجال يساقون كالخراف في اسواق البيع والشراء حيث كانت هذه المهنة صورة من صور الثراء والبطر والظلم .. وتنقلت هذه المهنة على اشكال مختلفة لكنها لا تحمل سوى حقيقتها السوداء فلا أجر ولا شكر لمن يقوم بها وهي مفروضة لااسيادهم من النبلاء والاقطاعيين والاثرياء في الزمن القديم والحاضر
واليوم لا تزال هذه المهنة متواجدة بيننا لكنها اكثر حضارة من السابق وان كانت صورتها الخفية لم تتغير فالقليل من يحترمها والقلة من يقدر اصحابها .. وموضوعنا لا يتحدث عن تاريخها فهذا أمر يحتاج لبحث مطول ممل لكني اخترت منه شق يتحدث عن الخادمة تحديدا .. حيث انتشرت هذه المهنة بيننا بشكل لافت واصبحت معظم الاسرتحتاج خدمتها ولا تستغني عنها
وبسبب الطلب عليها انقلبت صورتها القديمة لتحل مكانها صورة مختلفة عجيبة .. حيث أصبحت الخادمة جزء هام في تكوين الاسرة واكتسب الصغار منها اللغة والعادات والتصرفات .. واصبحت الخادمة
في وجود الخادمة لم يعد للزوجة مكانا سوى اسمها فحتى وظيفتها لم يعد الزوج بحاجة لها .. فالخادمة التي تجلس معه والزوجة غائبة .. والخادمة تستمع له والزوجة غافلة .. واختلت تركيبة الاسرة فلم يعد للزوج مكانا ولا للزوجة مقاما ولا للاولاد رايا .. فكثير من الاسر الخادمة التي تفرض نوع الطعام وتفرض رأيها في الترتيب ومصروف البيت وهي التي تأمر وتنهي دون ان تفطن الاسرة لهذا المتغير الخطير ..
واصبح سعر الخادمة مرتفعا بشكل واضح ولافت ومستغرب وعجيب .. حيث ارتفع سعرها فوق الف دينار .. ومع هذه لا تمانع الاسرة بدفع هذا المبلغ والراتب والاستعداد التام بالصرف عليها وتطبيبها وحجز تذاكر السفر لها واعطائها اجازة كل اسبوع مع مصروفها .. واصبح الموضوع يستحق الاهتمام والنظر فيها قبل ان يصعب علاجه ويستفحل أمره
سيدتي الخادمة هذا اسم تستحقينه ... فمن المنظور العملي أنتِ سيدة البيت فلا نزاع على وظيفتكِ
من فضلك شارك هذا الموضوع مع اصدقائك
تعليقات
إرسال تعليق