الغلاء مقبل

 نقرأ ونسمع ونشاهد وندرك ان الغلاء موجود ومستمر ويتضاعف ويزداد .. كل اصناف البضائع  ترتفع اسعارها وتزداد تضخما وانتفاخا .. واصبح الجميع يشكون من حدتها واستمرارها وعدم الاستطاعة بالتعامل معها ..

ومع الحرب الدائرة الان بين روسيا واوكرانيا فان حديث الغلاء بسببها تحصيل حاصل حيث انه ملامح هذا الغلاء بدا  منذ الاعلان عن هذه الحرب ..  وهو امر طبيعي وعادي والسبب ان هناك شركات ومؤسسات وافراد همهم وشاغلهم وديدنهم استغلال مثل هذه الظروف فهم اثرياء حرب وكوارث ومصائب .. فاي كارثة في الارض يتم تجيبرها لصالحهم لا يهمهم المصيبة والكارثة  ولكن همهم جيب الانسان وفلوسه ..

وحتى نكون واضحين وصادقين فان الغلاء الاشد والأمّر مقبل .. لان هذه الشركات الكبرى التي يسيل لعابها لمثل هذه الكوارث لن تدع هذه الفرصه وستغتنمها وسترفع اسعارها تحت الف والف ذريعة وسندفع نحن ضريبة هذه الحرب .. لنكن مستعدين ولنكن واقعيين وغير متذمرين لان المشكلة عالمية فالكل سوف يعاني منها ولا توجد حلول لدفعها والتخلص منها فنحن جميعا مرتبطين بمصالح معهم ولا يمكننا  الاستغناء عنهم او مقاطعتهم الا مايسر منها  ..

اقرأ ايضا

اشاعة نهاية العالم

وهذا الغلاء لن يحس به اصحاب الدخول المرتفعه ولا اصحاب الملايين والمليارات ولكن سيشعر به اصحاب الدخول الضعيفة التي بالكاد رواتبهم تكفي لشراء احتياجاتهم فمثلا الذي راتبه 100 دينار واضيفت اليه 60 دينار نسبة الغلاء فهي كارثة حلت به وباسرته 

وايضا لنكن منصفين ونقبل بالحقائق وهي ان دولنا وتجارنا وشركاتنا متضررة وليس لهم يد في هذا الغلاء وانما هي الموازنة بين مايدفعون من زيادات وتحصيل بعضها منا .. وحتى نفهم سنضرب هذا المثل وهو .. لو ان الخروف قبل الغلاء كان 40 دينار  يبيعها التاجر علينا ب 70 دينار بمعنى ان التاجر ربحه من هذه البيعه 30 دينار

وارتفع سعره من موطنه بعد الغلاء  ب 60  دفعها التاجر فان التاجر من خلال الموازنه يصبح سعره  120 دينار  بمعنى انه خصم ال 20 دينار وهي زيادة الغلاء واضاف عليها ال 30 دينار وهي ربحه من البيعه فيكون المجموع 50 دينار  فتكون الحسبه ان ال 30 دينار وهي نسبة الربح ثابتة يعني انقص من 120  ال 50 دينار وهي نسبة الغلاء فان الخروف ثمنه هو 70 دينار ..

بمعنى ان الزيادة دفعها التاجر نيابة عنا ثم رددناها له عند الشراء اذن يجب الانصاف والوعي والفهم ان مشكلتنا خارجية وسيعاني منها نحن والشركات والافراد ..  لكن لننتبه .. فهذه الدول حين ترفع الاسعار فانها تضع في حسبانها ان الموردين منها سيضيفون عليها مايتناسف معهم من خسارة وربح .. لذا فان الزيادات ستكون مقبولة وان كانت مؤلمة وتضر بدخل الفرد .. لكن بعض الشركات او الافراد يطمعون بالربح فتصبح الزيادة فاضحة وواضحة .. هؤلاء متواجدين بيننا وتفضحهم اسعارهم

 اذن مالحل .. الحل هو ان نترك مالا نحتاج اليه .. نشتري الحاجة ونترك غيرها .. لن ينفع الصخب والصراخ والتذمر والشكوى الحل بيدك اشتر مايحتاجه بيتك واترك غيره بعد ان تخف موجة الغلاء

سيقول البعض انه حتى لو اكتفينا مايحتاجه البيت من اساسيات فان الغلاء فاحش فمثلا كرتون الطماطم كانت في السابق ب دينار واليوم ب 3 دنانير .. نقول لا داعي لشراء الكرتون بضع حبات تكفي لوجبة اليوم والغد .. وهذا ماكان يفعله الاباء والاجداد عندما لم تكن لديهم ثلاجات .. واذا سخر البعض من هذا الحل نقول لنفعل ميزة الاقتصاد فاذا كان كرتون الطماطم في السابق يكفي 5 ايام .. فليكن اليوم 10 ايام  

وامر اخر وهو اننا هنا لا ندافع عن تجار بلداننا ولكن حتى نكون منصفين مع الشرفاء منهم وهم جميعا كذلك .. ولاجل ان تصل لكم الحقائق كما هي فان الانصاف يدفعنا بان نؤكد ان الغلاء منبعه من الخارج مع استغلال البعض لها .. واذا كان هناك من التجار في بلداننا يستغلون مثل هذه الظروف  فان هناك ادارات  للتبليغ  عنهم  ومقاطعتهم وهم قلة بفضل الرحمن

وربما هناك من يقول عكس ماكتبناه وربما لديه عرض وشرح اخر مختلف عن سياق ماذكرناه فنقول نعم نحن معك لكن مانشير اليه هنا هي الحقائق والملامح العامة لمشكلة الغلاء التي يعاني منها جميع من في الارض .. وهذا هو العرض والمقصود هنا 


اطبع هذه الصفحة
من فضلك شارك هذا الموضوع مع اصدقائك

تعليقات