المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف ثقافة

خيال لكن داخل مرايا

قلنا سابقا ان جميع العلوم هي نتاج فكر وتجربة .. وقلنا ان بعضها جاء مصادفة .. وقلنا أيضا .. ان بعضا من العلوم جاءت على شكل احلام وتمنيات تحققت فيما بعد .. طيب .. ماذا لو قلنا ان هناك علوم تفوق الفكر وتتجاوز الحلم .. فماذا سيكون ردكم .. تعالوا معي لنرى هذا الامر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. لا شك انكم تشاهدون انفسكم في المرايا .. وترون مافيها من مشاهد .. لنفترض ان امامنا الان مرايه موضوعه في صالة كبيرة .. وانت تقف امامها .. فاخبرنا ماذا تشاهد الجواب .. قد تشاهد المقاعد والمكتب والتلفاز والهاتف والباب والتحف والسجاد الخ .. طيب انعم النظر الان اكثر .. ماذا تشاهد .. الجواب هو ذاته  .. بمعنى نفس جوابك السابق  ... وطالما ان الجواب هو ذاته .. فلنسأل هذا السؤال .. هل ترى المسافات في المرايه ... يعني هل ترى مسافة وقوفك امام المرايه والمسافة التي تصلك للباب .. الجواب نعم حسنا .. الان .. انت ترى ان في هذه المرايه مسافة .. فهل هي حقيقة .. الجواب نعم .. حسنا .. هذه الصالة التي عكستها المرايه هي صورة لكنها صورة تحمل مسافة .. طيب .. الان .. لنفرض انك تقف امام هذه المرايه .. وترى التلفاز

المرأة ... هي

هذه المقالة كتبتها عام 2009 في منتدى كنت عضوا فيه .. اعيد نشرها اليوم للفائدة .. فيما كنت من مضى السنين  حملني وقتا لصديق ..   كان حكيما مطلعا ..  سألته ذات مره  ...  ماذا تعني لك المرأة ..  فسكت ثم قال ...  هي اشبه بالابره ...  فاستغربت جوابه ولم ارد  ثم جمعتني به جلسه ...  فسالته عن المرأة ..  فسكت ثم قال ...  هي اشبه بالابره ...  وخجلت للمره الثانيه ان استفسر  عن قصده ومرامه ...  وكان ذاك الوقت  فيما كان .. اذكره في مقاعد الدراسه ...  كانت المادة عن حليب الام...   وهي مادة علميه صرفه تخرج من صدر المرأة ... فقال الاستاذ  هذا الحليب هو اشبه بابره ...  يخيط كل عضو بالطفل ببعضه ..  ثم كانت مصادفة اخرى ...  عندما حضرت نقاشا    كانت امي حاضرة فيه ...   فقالت لابن عمي  خذها .. سوف تخيط ملابسك  وتقفل على اسرارك  وتحفظ فراشك    وتقدم طعامك  وتبتسم بوجهك ...  فتذكرت ذاك الصديق ... وربطت كلا في بعضه .. الحليب يخرج من صدرها .. صدرها يحنو على طفلها .. صدرها منبع حنانها وعواطفها .. ففيه القلب الذي ينبض بالحب والوفاء .. وفيه مستودع سرها وسر اسرتها .. عندما تربط المرأة عاطفته

طفلي رجل ماذا افعل

كنت جالسا بالصالة عندما اخبرني الخادم بقدومها مع زوجها .. لم انهض .. حتى دخلا .. فنهضت  لهما ولكنهما اسرعا بالسلام عليّ .. وجلسا على الفور قربي .. لم يتكلما .. وكأنهما يبحثان عن الكلام .. لكنني لم احثهما عليه .. ورحبت بهما .. ثم اخذت اعبث بجهاز التلفاز .. وسألتهما .. هل رأيتما قطتي بالخارج .. وكانا يعرفانها .. فقالا ..لا .. قلت .. هي تسمعكما لكنها غير مؤدبة .. كان يجب ان تسلم عليكما .. ثم ناديتها .. فخرجت على الفور وجاءت عندي .. فمسحت على رأسها .. ثم اخذت خيطا .. واخذت الاعبها .. وهي تقفز وتركض وتمرح ... كانا ينظران اليّ باستغراب دون ان يتكلما .. بعد ذلك .. تمددت براحة على المقعد .. وقلت لهما .. حسنا .. تكلما عن ابنكما ...  فازدادا استغرابا .. وقالا .. كيف عرفت اننا جئنا اليك من اجل ابننا .. قلت .. لا يدفع الام زبارة كهذه الا من اجل ابنائها .. ولاني اعلم معاناتكما مع ابنكما الصغير .. وعندما قارنت الاخيرة علمت ان زيارتكما لن تكون الا بهذا الجانب .. فقالت .. نعم .. نحن نعاني من مشاكله .. لا احد في قطعتنا الا واشتكى منه .. الكل لا يريده ويتجنبه .. انه لا يرتاح ولا يجلس في البيت .

فروقات بيننا وبينهم

من الافلام النادرة جدا فيلم   20 الف فرسخ تحت الارض ... اتذكرعندما كنت صغيرا وكنت اشاهد هذا الفيلم الذي يحتفظ به ابي .. كان اكثر استغرابي هو الفرسخ .. وكنت اقطع استمتاع من يشاهد معي هذا الفيلم بسؤاله عن معنى الفرسخ .. فكانت الاجابة مبهمة .. عرفت فيما بعد ان الفرسخ هو 5 كيلو  .. المهم .. هذا الفيلم يتحدث عن فجوة عملاقة بالارض ينزل بها علماء للبحث عن الحياة داخل الارض .. وكعادة السينما وخيالها .. اوجدت اطفالا ورجالا ونساءا يعيشون تحت الارض .. حيث الكهوف والجبال والمياه والوديان الخ هذا الفيلم عاش معي سنين طويلة .. وكنت دائما اضع اذني على الارض في البر ( الصحراء ) لاسمع ان كانت هناك حياة .. كنت على يقين ان هناك حياة .. واقصد بالحياة هي الحياة البشرية كما هي عندنا فوق الارض ..  وحين كبرت .. وجدت استحالة أن تتحقق هذه الحياة وسط اجواء تقتل الحياة .. فالسموم والغازات والحرارة والرطوبة كلها طاردة للحياة داخل الارض .. فنحن كلما غصنا بداخلها وجدنا انصهارا هائلا على شكل سوائل عملاقة يكاد ضغظها ان يفجر الارض بما فيها ..  لكن فوجئنا في منتصف الخمسينات من القرن الماضي .. عندما

العم بلاك بيري

أحب رائحة العيش ( الرز ) خاصة عندما يكون من يد ابنة عمي .. فهي ماهرة في اظهار ابداعاتها في روائح الطعام .. فتتفتح شهيتك قبل ان تشاهد اصناف ماطبخته وجهزته لنا .. وفي احدى زيارتي لها .. اشتكت لي من تدني درجات ابنها في مادة اللغة العربية .. وقالت في حسرة واضحة انه ضعيف في القراءة والكتابة .. وحاولت مساعدته لكنها فشلت .. استمعت اليها وانا ارتشف القهوة معها دون ان اتكلم حتى فرغت .. فسالتها .. ماهي الطرق التي استخدمتيها لمساعدة ابنك في فهم واستيعاب هذه المادة .. فقالت .. احضرت له مدرسين .. قلت لها .. انا اسأل عن جهدكِ الشخصي معه وليس جهد المدرسين .. فاستغربت .. وقالت .. انا لا اعرف الاعراب ولا القواعد ولا ... فقاطعتها وانا انهض من مكاني .. ليس شرطا ان تكوني ملمة بالاعراب هذا الامر سيتكفل به المدرسين .. علينا ان نستخرج المباديء الاولية لهذه اللغة من عقل ابنك الباطن .. تعالي .. فقالت وهي تنهض .. الى اين .. قلت .. نذهب للصالة واحضري كل ابنائك وراقبي ماأفعل .. حضر الابناء وكانوا بسن متفاوته .. لا يزيد احدهم عن االثالثة عشرة .. وجلسوا حولي في الصالة .. قلت لهم وانا ابتسم .. سألعب معكم

غطيني ياصفيه

نحن شعوب  نميل للتجريب .. بعد ان فاتنا قطار التصنيع والتصدير .. لاسباب عديدة عاشها عالمنا العربي والاسلامي .. وكانت هناك فرص عديدة  كان يمكن استغلالها للحاق بركب العالم الاول او الثاني .. لكننا ركنا للاستيراد والتفاعل والعيش مع صناعات الاخرين .. والتي يمكن ايقافها عنا او رفع اسعارها علينا او استغلالنا من خلالها ..  وبالطبع الحديث عن هذا الموضوع طويل ومتشعب .. وتدخل فيه ابواب فتحها سهل واغلاقها صعب .. لان كلما أغلقنا بابا فتح امامنا بابا اخر .. اي كلما عالجنا مشكلة فتحت لنا مشكلة اخرى .. الخ .. وسنأخذ من هذا الموضوع ثلاثة أبواب .. من صناعات العالم الاول والثاني ..  وهذه الثلاثة نأخذ منها الخلاصة .. اي نأخذ منها ثلاثة برامج .. الشات والمنتديات والمدونات .. وجميع هذه البرامج تعتبر من البرامج الهامة التي غيرت من مفهوم الحريات .. حيث كانت حريات الفرد مقتصرة على الهمس في حال الحديث عن اوضاع بلده او اوضاع مجتمعه خوفا من السلطة .. حيث ان هناك سلطات في العالم الثالث لا تؤمن بالحريات .. وتقمع شعوبها .. ولا تمنحهم حق الحياة الكريمة في اوطانهم .. وبعد ان انتشرت بيننا غرف الم

يومنا الجميل

الحياة مرتبة والكون منظم ... واي خلل نصنعه او نحاول ادخاله في هذا النظام سيفشل .. بل حتى في انظمتنا الداخلية ... اي في اجسادنا .. لا يمكن ان نغّير نظامها بل اخفاها الله سبحانه عنا .. فلا نلمس القلب .. ولا ننظر للكلى .. فكل شيء في اجسامنا المخفية عنا تسير بنظام .. مع هذا يمكن ان نصنع شيئا من الفوضى المرتبة .. هذه الفوضى ليست بقانون ولا بلائحة .. وانما النفس تصنعها  ومن هذه الفوضى نأخذ الممل .. وعدم الاكتراث بالمواعيد .. وعدم ترتيب غرفة نومنا .. وترك الاوراق على المكتب بدون حفظ .. ونسيان محافظنا على الطاولة او فوق طاولة الهاتف .. كل هذه فوضى منظمة .. واقصد بالمنظمة ان ممكن العثور عليها او اصلاح الخلل بها ..  فالملل مثلا نحن الذي نصنعة .. لان الله سبحانه أوجد لنا كل شيء لنبدع فيه .. وخلق لنا الليل والنهار .. وانشأنا وسط مجتمعات .. ووضع بنا الفهم والادراك .. فمن اين جاء هذا الملل .. سوى خلل في شيء ما بداخلنا وهذا الخلل من اين جاء .. انها ترسبات فوضى في فهم الاشياء والتعامل معها وصنع القرار بها .. فالكثير منا يشتكي من الفراغ .. وهذا الفراع انتج الملل .. والس

رحلة لم تنته

كان ابي له عادة معي .. وهي .. انه كل خميس يطلب مني عصرا ان اذهب استكشف شيئا جديدا .. فأحمل معي كيسا .. واطوف به معظم ارجاء منطقتنا التي نسكن بها .. واجمع فيه كل غريب .. مثل حجر غريب .. او معدن غريب .. او ورق له لون غريب .. الخ .. وانتبه الاولاد الذين العب معهم لهذه الرحلة الاستكشافية .. فأخذوا يطوفون معي .. وكل منهم يحمل معه كيسا ... يجمع فيه ماستكشفه بنفسه ..  وعند عودتي اجلس مع ابي .. واخرج له ماأحضرت .. فينظر .. ثم يسألني عن كل قطعة .. فكنت اقول له مايخطر على بالي .. فبعضا يصلح مافهمت .. وبعضا يستحسن ماقلت .. الى ان جاء يوما .. وجدت قطة جميلة .. فحملتها معي .. وعندما جلست عند  ابي .. نظر للقطه .. وسألني عنها .. فقلت .. اكتشفت وجودها فأخذتها .. فابتسم .. ثم قال .. لكنها شيء مألوف ورحلتك كما تعلم هي ان تستكشف شيئا غير مألوفا .. فسكتت .. فقال .. حسنا .. تكلم عنها .. فنظرت اليه مستغربا .. فرد .. انت اكتشفت وجودها .. هيا تكلم عن المكان التي وجدت به القطة .. فقلت .. وجدتها خلف بيتنا .. فقال .. هل تعرف هذا البيت .. قلت له .. نعم .. فقال .. حسنا .. هل تعرف نوع هذه القطة .. قلت

فكرة الحب والكره

كثير منا يكره بعض الاشياء ولا يسأل نفسه عن سبب هذه الكره .. او من أين جاء له هذا الكره .. او من تسبب له بهذا الكره .. ومن هذه الاسئلة ننطلق في موضوعنا .. فنأتيه من بابه .. فالله سبحانه يحب ان نأتي البيوت من ابوابها .. وهذه المدونة اشبه ( مجازا ) في بيت .. بداخلها علم .. وعلينا ان نأتيها من بابها ... فهذا اولى واقرب فنقول .... هناك نوعين من الكره .. فكره مطلوب .. وكره مغضوب ..  فالكره المطلوب ..  أن نكره مايؤذينا .. ونكره مايضرنا ولا ينفعنا .. ونكره الظلم ونكره الحسد ونكره الزنى بانواعه واشكاله واسمائه .. ونكره الخمر باشكاله وانواعه واسمائه .. ونكره الغش والكذب والنميمه والخديعة والخيانة ... الخ وسبب هذا الكره .. ان مايؤذينا لا يستحق حبنا .. وان من يضرنا ولا ينفعنا ليس صادقا معنا .. وان الظلم والحسد والزنى والخمر به ظلم للاخرين .. وظلم لانفسنا .. فمن ظلم نفسه لا يلوم الا نفسه .. ومن ظلم غيره عليه ان يستعد في مواجهة ربه .. الذي لا تغفل عينه .. ولا يؤمن بطشه .. ولا يطلع احد على غيبه .. فمن ظلم ضعيفا .. عليه ان يعلم ان من وضع الضعف فيه هو من نزع القوة من هذا الضعيف واعطاه

ذاكرة الايام بين المجاز والحقيقة

هل يجوز ان نقول ذاكرة الايام او ذاكرة التاريخ .. بمعنى .. هل هذه العبارات تتفق مع طبيعة الايام والتاريخ .. وهل للتاريخ او الايام ذاكرة .. الجواب .. لا  .. لكن بالطبع ( كما هو معلوم بيننا ) ان هذه العبارات  تقال أو تكتب مجازا .. لكننا هنا نريد ان نبحث هذه المسألة من وجهها العلمي .. لتبيان أمرها وفهم وضعها .. فنقول وعلى الله سبحانه توكلنا وبه نستعين من علمه ماعلّمنا .. انه  اولا علينا ان نفهم طبيعة الذاكرة حتى نفهم هذا الموضوع .. اي نفهم ماهية الذاكرة فنستوعب من هذا الفهم القصد والمعنى  ... فنقول ..  الذاكرة   مجهولة الموقع معلومة الاداء .. حيث ان فهمنا لها اي علمنا الاعتباري بها .. هي انها تحفظ معلومات الانسان وتخزنها من اجل استدعائها عندما تقتضي الحاجة لها .. فالانسان وحده يمتلك الذاكرة العملاقه .. لانه يمتلك مقومات استدعائها والعمل بموجبها .. اي انه يمتلك اداة التنفيذ لكن  الحيوان مثلا فان ذاكرته محدودة .. وتعمل ضمن نطاق الغريزة .. اما التاريخ والايام والشهور والسنين فانها لا تمتلك مقومات الاستدعاء ... او العمل بموجب هذا الاستدعاء .. وانما هي ماذا ... هي ايام تتداول

لعبة سحرية نعرض سرها

انتشرت عبر الانترنت لعبة في غاية التعقيد يدعي اصحابها انها من الالعاب السحرية التي تقرأ افكار من يلعبها وتتغلغل نحو مخه مباشرة فتعرف بما يفكر .. هذه اللعبة تستخدم ورق الكوتشينه .. ( الجنجفه ) .. حيث تعرض عليك عدة اوراق عليك ان تختار واحدة منها وتحفظها .. ثم تقوم بالضغط على رسمة عين .. حيث تقوم هذه العين بقراءة بما فكرت .. وبعد ثوان ستجد ان الورقة التي اخترتها ليست موجودة بين المجموعة .. هذه اللعبة تختلف من موقع لاخر .. لذلك من الافضل اختيار موقع بسيط يعرض نفس اللعبة لكن بصورة ابسط واسهل اضغط هنا لزيارته  للاطلاع على هذه اللعبة بالطبع من يلعب هذه اللعبة سيصاب بالدهشة .. لانه لن يجد الورقة التي اختارها .. وهو بالطبع يختارها بالنظر فكيف عرفت هذه اللعبة ورقته وكيف اخفتها .. والكثير من الناس احتار في تفسير هذه اللعبة .. والكثير منهم اعتقد انها لعبة سحرية اوانها تعتمد على الحاسة السادسة التي تقرأها العين في اللعبة كما يدعي اصحاب اللعبة فهل هي كذلك حسنا .. الان .. لنذهب معا الى اللعبة .. وجربوها .. اللعبة من هنا    العبوها الان .. واكتشفوا هذا السحر الذي يدعونه .. وحاولوا بان تف

الانسان والحيوان شراكة لم تدم

عاش الانسان والحيوان في بيئة واحدة في بدء الخلق .. وكانا يتناصفان الطعام والمكان والمصير المشترك .. حيث لم يكن الانسان على وعي بما يحيط به كما هو اليوم .. فكان في كر وفر مع صديقه الحيوان .. فمره معه يستأنسه .. ومره يفترسه .. ومره يصادقه ويعمل معه .. لكن الحياة ليست طعام وهواء فقط يشتركان به .. انما بها مخاطر تحدق بهما في كل حين ووقت .. وادرك الانسان ان صديقه الحيوان لن يمكنه ان يسايره في درء المخاطر التي تحيط به .. وانه اتكالي وضيف ثقيل سيكون عبئا عليه .. وعليه ان يبحث عن ملجأ امن .. يقيه البرد والحر ويوفر له الطعام والشراب .. وانه ليس شرطا ان يعيش في بيئة الحيوان .. فأرض الله سبحانه واسعة وهكذا انفصل الانسان عن الحيوان .. وبدأ يفكر .. وبدأ يستنتج .. وبدأ يبحث عن حياة جديدة يطبق بها مشاهداته .. ومااختزله من معلومات وتخريجات أمكنته في النهاية .. من ان يجد شيئا من الامن .. فأوجد لنفسه مكانا .. وحرص بان يكون قريبا من الماء والطعام .. وترك صديقه الحيوان .. الذي لم يفكر مثله .. ولم يكن له ادراك يمكنه ان يستخدمه لانقاذ نفسه .. فظل دون مأوى .. تلفحه حرارة الشمس .. ويقرصه برد الشتاء .

واقع الفرح والحزن

كل شيء متساو مع بعضه ومتكامل .. فلا ينقص من اجزائه شيئا ولكن هو التأثير والارتداد .. فالحزن مثلا .. متساو مع الفرح .. الا ان الفارق هو التأثير والارتداد .. فرب فرح يكون ردة فعله مأساة .. ورب حزن يكون ردة فعله فرح .. اما القصد في النقصان والمساواة .. فان الفرح والحزن هما وجهان لملف واحد ضمن مليارات الملفات التي يتداولها الانسان في يومه وليله  فقد يحزن الملك وهو يملك السلطان .. وقد يحزن الغني وهو يملك المال .. وقد يحزن المحب وحبيبه عنده فرح به .. وقد يفرح الفقير ولا طعام عنده .. وقد يفرح المريض ولا بادرة امل في شفائه .. وقد يفرح العاشق الولهان وقد فارق الحياة من يحبه .. ثم .. قد تحزن الملكة وهي زوجة الملك .. وقد تحزن الام وابنائها برره .. الخ من الامثال والقصص التي لا شك في تداولها وحقيقتها ..  ماحقيقة هذا الامر .. وماسره .. لم يحزن الغني والمال عنده .. ولم يفرح الفقير ولا طعام لديه .. ماسر هذا الفرح وماسر هذا الحزن .. وكيف تفاعلت هذه بتلك .. وتلك بهذه .. لن اكتب مطولا في هذا الموضوع .. فلا حاجة للتوهان .. ولكن .. تابعوا معي الفقرات بانتباه شديد .. نبدأ .. اولا .. الفقير وال

الشخصية الشريرة الكامنة

الاصل هو الخير .. واما الشر فهو مكتسب .. لان الخير في الانسان غريزة مثل الجوع والعطش .. فهو يحس بالخير ويعرفه .. مثلما يحس بالجوع والعطش .. اما الشر فهو يغالبه .. فاما ان ينتصر عليه .. واما ان يخسر امامه .. وفي الشر خسران .. وفي الخير مكسب .. واثر الخير يأتي اجلا .. واما اثر الشر فيأتي عاجلا .. فالهدم اسرع من البناء ..  والانسان في مجتمعه الصغير والكبير اي في اسرته وخارجها .. هو يكتسب الخير والشر .. وقد يكتسب الشر من قصة .. او من مثل .. او من مشاهدة .. فتروق له .. ويحفظها عقله الباطن .. حيث ان ميلان الغرائز في الانسان .. تختلف من شخص لاخر .. فهناك اشياء كامنة في النفس لا تظهر الا بمؤثر .. اي لا تظهر الا في فرصة  .. او ..  اثارة للكامن في داخله  فمثلا .. قد يكتسب الطفل من قصص جدته شخصية شريره .. تركز عليها جدته في قصصها له .. وبدلا من ان يأخذ منها عبرة .. نجده يتفاعل مع هذا الشرير ويعجب بشخصيته .. وعادة .. يكون بسبب مبالغة الجدة في تجسيد هذه الشخصية امام الطفل ... فتظهرها له وكأنه  بطل .. حيث ان للرواية فن وتجسيد وحبكة يجب على الراوي ان يتعلمها ويفهمها .. ومن الاخطاء

خرائط الاحلام

لماذا نتصوّر دائما  ان البنت لديها حُلم دائم وجميل بفارس يأخذها على حصان ابيض .. هذا الحلم ليس به مشكله .. لندعها تحلم .. لكن ليش ( لماذا ) يكون الفارس على حصان ابيض .. ليش ( لماذا ) مايكون رجل فقير ويركب حمار مثلا .. او حصان اسود في الزمن القديم .. لم يكن شيئا مستغربا ان يركب الرجال الحمير والبغال والخيول .. هذا التحديد باللون دفعني بالتفكير بان هناك موروث خفي في العقل الباطن للرجل .. شيء ما يحمله معه عبر اجيال مضت واندثرت .. لكن بقيت اثارها .. لان الرجل وحده هو الذي أخرج هذه الاشاعة عن حلم المرأة حيث لم نقرأ تأكيدا قديما من المرأة أنها تحلم بهذا الفارس الذي يركب حصانا ابيض .. فالذي نعلمه عنها أن المرأة تحلم بالامن وبالرجل الذي يمكنه ان يحميها ويصرف عليها ويمنحها الحب والحنان .. مع هذا .. بعضهن اعجبتها الفكرة .. التي هي من صناعة الرجل فصدّقتها .. ومالت اليها ...  صدقا ... اشغلتني الحياة من متابعة هذا البحث .. حتى كنت يوما جالسا في البيت اشاهد التليفزيون .. وكان فيلما ممّلا ثقيلا .. لكني كنت مصّرا على متابعته  .. وتزوج البطل من محبوبته .. وجاءت اليه بفستانها الابيض

هل كنا في الارض قبل خلقنا

شغل فكر الانسان الاول سؤال غريب ... لكنه ملح .. وهو .. هل ... كان الانسان يعيش من قبل على هذه الارض ..اي وبشكل اخر لهذا السؤال .. هل كان اجدادنا يعيشون في الارض قبل نزولنا عليها ام ان وجودنا جميعا طاريء وجديد .. وكان سبب هذا السؤال .. هو .. انه لاحظ ان الكثير من الاشياء التي يمر عليها او يفكر بها ..  يشعر انها مرت عليه من قبل .. بل حتى يومنا الحاضر .. قد نمر على شارع او نسمع حوارا او حديثا او نشاهد شخصا فنقول كأننا رأيناه من قبل .. او نقول كأننا سمعنا من هذا من قبل ... ثم ازداد هذا السؤال تعقيدا .. فاضيفت اليه اسئلة .. هل كنا نعيش في مكان اخر في هذا الكون الشاسع .. هل كنا شيئا ما في هذا الكون الكبير .. هل نحن مطلقون ام مقيدون .. هل نعيش في سجن المادة ام في انطلاق الروح ..  كل هذه الاسئلة ليست جديدة ولن تتوقف .. وقد اثارها الكثير من الناس ومن العلماء ومن المفكرين ومن الشعراء ومن الفنانين .. بل وصلت الى الفن التشكيلي والى السينما من افلام تتحدث عن هذا الموضوع تحديدا .. ترى اين الحقيقة .. وكيف يمكن تصورها .. وهل يمكن ان تكون مثل هذه الاسئلة لها جذور من حقيقة .. الجواب .. اولا .. علين

اشاعة نهاية العالم

بداية .... من حيث النظرة الاولى لعنوان الموضوع نجد ان امكانية حصول مثل هذا الامر ممكنا .. وهي نظرة بشرية .. وللبشر نظراتهم وتصوراتهم ... من خلال فكرهم المحدود من حيث عالم غير محدود .. ونقول .. ان مثل هذا الامر ليس جديدا .. فهذا الكلام سبق وان اثير منذ خمسة الاف سنة في الثقافات اليونانية .. حيث تنبأ الكثير منهم بنهاية العالم .. ومع هذا استمر العالم حتى يومنا هذا يتطور ويتفاعل .. وعلماء اليوم .. بعد وصولهم لاماكن بعيدة من الكون ... وتصوير الكثير من المخفيات في هذا الكون .. كان للبعض منهم نظرات .. من حيث  الاقتران والبعد والتجاذب والتنافر ..  ووجدوا مثلا ... ان هناك نجوما بعيدة ... لكنها تتجه نحو الارض .. مما لو قدر لهم في احتسابها .. فان موعد وصول هذا النجم وارتطامه بالارض يكون ممكنا ... من حيث ماذا .. من حيث ماشاهدوه .. لكن الشي الذي لن يشاهدوه .. هو اسرار الكون وقوته الهائلة التي لا تتمثل في مشاهدات ... وانما ... في قوى خفية لا تشاهد ..  هم قالوا سابقا  .... ان كل شيء تم مصادفة .. حتى خلق الانسان الذي كان في نظريتهم ... شيئا ما .. يسبح في البحر ثم تطور .. وبناء على

اشارات الألم

عندما كنت في السنة الثالثه جامعة .. قدمت بحثا عن اشارات الالم ... وانه يمكن تناسي الالم عن طريق الايحاء .. اي ... نخرج من منطقة الالم الى منقطة اخرى .. عن طريق الايحاء بان المنطقة المؤلمة ساكنة .. ونفسرها هكذا .. بدلا من الايحاء .. بان نغطي منطقة الالم بمنقطة اخرى ... بحيث تطغى على صورة الالم .. كان البحث بسيطا ... لكنه ليس سيئا .. وبعد التخرج .. وجدت بان هذا البحث يمكن تطبيقة باشكال كثيرة .. منها التي يعتمد على الايحاء ومنها من يعتمد على ادوية تساعد على الايحاء .. يعني ليست ادوية مسكنة للالم .. كان هذا بحثا .. وكان هذا ضمن منهج يمكن تطبيقه .. ومنذ ايام ... اصبت بألام مبرحة شديدة .. فتذكرت بحثي .. وحاولت بان اجلس واسترخي ... واحاول ... ابعاد صورة الالم التي احس بها .. كان امرا مضحكا ومبكيا .. فلم استطع الجلوس .. ولم استطع حتى التفكير .. مع هذا اصررت بان اطبق هذا البحث .. واخذت احاول تغطية صورة الالم بصورة ثانية .. دون فائدة .. وكان امرا به عبث .. وبه تعب وألم لم اطقه .... فاضطررت للدواء والمسكنات التي خففت بعضا مما احسه ... وجلست افكر .. البحث من حيث العرض مقبول .... ل

طيران الجن

وصف الله سبحانه بعض الناس ... بانهم شياطين ... بقوله ( شياطين الانس والجن ) ... فأما الجن فان خلقهم معروف وهم مستترون عن الناس وليس عن بعض الحيوانات .. او ... بعض الخلق الذي يمكنهم من رؤية الجن والشياطين .. فالقطط مثلا ترى الجن .. فنعرف بان الجن من نار ومختفون عن الناس ... وبعضهم اشرار .. فكيف يتفق هذا مع الانس .. فخلقهم من طين ... وهم غير مختفين عن الخلق .. حيث يمكن للناس والحيوان والطير والحشرات ان ترى الانسان .. فكيف يتفق هذا الوصف ... مع ماقاله الله سبحانه عنهم .. تعالوا خطوة خطوة ... لنعرف هذا الشي .. فبعض الجن اشرار .. وهذا الشر غلب على الخير فيهم .. وبعض الناس بهم شر وغلب الشر علي الخير فيهم ... فاصبح اتفاقا .. لكن يزيد على هذا الاتفاق في الانسان .. انه عندما يصبح شريرا .. فانه يحرق الاخضر واليابس .. فأصبح شريرا .. يحمل ماذا .. يحمل خاصية النار التي تحرق .. ولان الشر دائما يحاك في الخفاء .. فأصبح الاتفاق كاملا ... اذن .. شياطين الانس في شرهم نار تحرق .. وفي شرهم يحاك في الخفاء .. وهي تشبه خاصية الاختفاء عند الجن .. فاتفقت الثلاث في شياطين الانس .. الشر والحرق والخفا

اسرار القلب

قلت مرة .. ان العالم بأسره اصيب بصدمتان في القرن الماضي .. الاولى  .. عندما اكتشف ان القمر ليس جميلا .. وان لا حياة فيه .. وانه مكون من صخور وجبال ووديان وحفريات وارض غير صالحة للحياة .. والصدمة الثانية .. عندما اوهم الاطباء الناس .. ان القلب ماهو سوى عضله .. يمكن علاجها ونقلها .. حيث اجريت عملية نقل قلب لاول مره في التاريخ .. فأصيب الشعراء والعشاق واصحاب الحس الرهيف .. بصدمة عنيفة .. عندما توهموا .. ان القلب ليس له علاقة بالحب والعشق والغرام .. وهو امر ماكان يجب ان يتسرع به علماء القلب الذين هم ادرى الناس بخفقاته وخلجاته ... وفي احدى المحاضرات العلمية الهامة التي حضرتها .. كان هناك استاذا معروفا ولامعا في علم القلب .. يتحدث عن القلب .. وكان حديثه عن امراضه وعلاته .. ثم انتقل الكلام الى المشاعر التي تنسب اليه .. فنفاها العالم المحاضر .. وقال ... ان لا صحة لدينا او لا دليل لدينا ان للقلب يد في مشاعر الانسان .. وانقلها لكم بالضبط كما نطقها بالانجليزية ( القلب ليس له يد ا في مشاعر الانسان ) .. فانتظرت حتى نهاية محاضرته .. وكان يحضرها علماء من جميع بلدان العالم .. ووقفت وسألته .. قل