ذاكرة الايام بين المجاز والحقيقة
هل يجوز ان نقول ذاكرة الايام او ذاكرة التاريخ .. بمعنى .. هل هذه العبارات تتفق مع طبيعة الايام والتاريخ .. وهل للتاريخ او الايام ذاكرة .. الجواب .. لا .. لكن بالطبع ( كما هو معلوم بيننا ) ان هذه العبارات تقال أو تكتب مجازا ..
لكننا هنا نريد ان نبحث هذه المسألة من وجهها العلمي .. لتبيان أمرها وفهم وضعها .. فنقول وعلى الله سبحانه توكلنا وبه نستعين من علمه ماعلّمنا .. انه اولا علينا ان نفهم طبيعة الذاكرة حتى نفهم هذا الموضوع .. اي نفهم ماهية الذاكرة فنستوعب من هذا الفهم القصد والمعنى ...
فنقول .. الذاكرة مجهولة الموقع معلومة الاداء.. حيث ان فهمنا لها اي علمنا الاعتباري بها .. هي انها تحفظ معلومات الانسان وتخزنها من اجل استدعائها عندما تقتضي الحاجة لها .. فالانسان وحده يمتلك الذاكرة العملاقه .. لانه يمتلك مقومات استدعائها والعمل بموجبها .. اي انه يمتلك اداة التنفيذ
فنقول .. الذاكرة مجهولة الموقع معلومة الاداء.. حيث ان فهمنا لها اي علمنا الاعتباري بها .. هي انها تحفظ معلومات الانسان وتخزنها من اجل استدعائها عندما تقتضي الحاجة لها .. فالانسان وحده يمتلك الذاكرة العملاقه .. لانه يمتلك مقومات استدعائها والعمل بموجبها .. اي انه يمتلك اداة التنفيذ
لكن الحيوان مثلا فان ذاكرته محدودة .. وتعمل ضمن نطاق الغريزة .. اما التاريخ والايام والشهور والسنين فانها لا تمتلك مقومات الاستدعاء ... او العمل بموجب هذا الاستدعاء .. وانما هي ماذا ... هي ايام تتداول بين الناس بخيرها وبشرها .. ومن يقوم بتداولها ووضع الاوامر بها بين الناس ... الجواب هو الله سبحانه جلت قدرته ..
والايام او التاريخ عندما تقع بهما احداث .. فان هذه الاحداث المؤلمة .. قد تكون مفرحة في مجتمعات ,,, ومحزنه في مجتمعات اخرى .. فمثلا ... عندما تقع زلازل مدمرة في بلد ما .. ويتم تأريخها بيوم معين .. بحيث يصبح هذا اليوم حزينا لديهم بسبب الكارثة التي وقعت به ... فان هذا اليوم ذاته قد يكون يوما مفرحا في بلد اخر .. فقد ينال هذا البلد الاخر التي لم تقع به زلازل ينال مثلا حريته واستقلاله من احتلال بعض ... فيتم تأريخ يومه على انه يوم عيد وفرح ..
طيب .. فان كان كذلك في البلدين .. اي تباين الحدثين في البلدين ... فان هذه الايام وهذا التاريخ لا يمكنهما ان يستدعي الحادثتين فيبدلهما بأحداث جديدة كما يفعل الانسان .. وانما يتحصل بها احداث أرادها الله سبحانه بان تكون بهما ..
طيب .. فان كان كذلك في البلدين .. اي تباين الحدثين في البلدين ... فان هذه الايام وهذا التاريخ لا يمكنهما ان يستدعي الحادثتين فيبدلهما بأحداث جديدة كما يفعل الانسان .. وانما يتحصل بها احداث أرادها الله سبحانه بان تكون بهما ..
فقد يكون في مشهد اخر .. انه في يوم الفرح الذي تحتفل به بلد ما .. حدثا هائلا بنفس اليوم يقلب هذا الفرح الى حزن .. فيكون اليوم ذاته ماذا .. يكون فرح وحزن بذات الوقت .. وبذلك لا يمكننا ان نقول ان التاريخ او هذا اليوم بدّل ذاته .. وانما بعلمنا اي معرفتنا اليقينية ان هذا اليوم لا يمتلك ادوات التغيير ولكن الذي يمتلك هذا اليوم هو الله سبحانه .. يقول الله سبحانه ( مالك يوم الدين ) فاذن الله سبحانه يملك الايام كلها .. ويضع بها من الاحداث مايشاء ويريد سبحانه وتعالى
الان .. الذاكرة كما عرفناها بانها مجهولة الموقع معلومة الاداء .. فالاولى ... متفقون عليها .. اي متفقون ان لا مكان معلوم للذاكرة في الجسد او في اي مكان اخر لا يحمل مادة مثل الرياح والصباح والليل والايام والشهور فهذه المسميات لا تحمل مادة تسكن بها .. والثانية ... هل هي معلومة الاداء .. يعني هل الجميع يفهم بان للتاريخ والايام لهما ذاكرة .. الجواب ب لا.. حيث ان جميع الناس ستكون اجاباتهم ب لا عندما تسألهم هذا السؤال .. لانهم سوف يستنكرون ان للايام ذاكرة .. فاذن ماذا سقط هنا .. الذي سقط هما السؤال والجواب ... لماذا ... لانهما في غير مكانهما .. حيث ان لا ذاكرة للتاريخ والايام كما شرحنا ...
وبذلك تنتفي عنهما هذه الصفة .. ثم .. الذاكرة هي للمنفعة والاستدعاء .. فهل التاريخ والايام لهما قيادة ذاتية تستفيد من هذه الذاكرة .. الجواب لا .. هنا سقط ماذا .. سقطت اداة التنفيذ عن التاريخ والايام .. اذن نفهم ماذا .. نفهم ان التاريخ والايام وغيرها من المسميات هي تداول بين الناس كما ذكر الله سبحانه لنا في كتابه الكريم عندما قال ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) فمن الذي يتداولها بينهم .. اي يتداول الايام بينهم .. الجواب هم الناس ( والله سبحانه أعلم ) .. ومن الذي يدفع بها للتداول .. الجواب .. هو الله سبحانه جلت قدرته .. ومن يضع بها القدر خيره وشره .. هو الله سبحانه
طيب ... نصل لنقطة هامه ... وهي ... هل يعاقب الله سبحانه عباده عندما يكتبون مثل هذه العبارات .. والجواب ان هذا علمه عند الله سبحانه .. لكن الذي نعلمه ان الله سبحانه الذي علّمنا علم النفس وعلم الطب وعلم الفلك وعلم الارض يعلم سبحانه خفايا نفوس عباده ويعلم قصدهم فيما يكتبون .. فهو سبحانه الذي يقرر من اراد بذلك شرا ام اراد به مجازا .. والله سبحانه يحب من عباده الذين اختصهم بالعلم ان يبينوا للناس ماخفي عنهم حتى وان علموا بعضه .. فان في ذلك شكرا له سبحانه على علمه وخير وبركه لمن قرأ او جلس في حلقة علم او اخذها من جامعة او كلية او معهد .. فالعلوم واحدة
الان .. الذاكرة كما عرفناها بانها مجهولة الموقع معلومة الاداء .. فالاولى ... متفقون عليها .. اي متفقون ان لا مكان معلوم للذاكرة في الجسد او في اي مكان اخر لا يحمل مادة مثل الرياح والصباح والليل والايام والشهور فهذه المسميات لا تحمل مادة تسكن بها .. والثانية ... هل هي معلومة الاداء .. يعني هل الجميع يفهم بان للتاريخ والايام لهما ذاكرة .. الجواب ب لا.. حيث ان جميع الناس ستكون اجاباتهم ب لا عندما تسألهم هذا السؤال .. لانهم سوف يستنكرون ان للايام ذاكرة .. فاذن ماذا سقط هنا .. الذي سقط هما السؤال والجواب ... لماذا ... لانهما في غير مكانهما .. حيث ان لا ذاكرة للتاريخ والايام كما شرحنا ...
وبذلك تنتفي عنهما هذه الصفة .. ثم .. الذاكرة هي للمنفعة والاستدعاء .. فهل التاريخ والايام لهما قيادة ذاتية تستفيد من هذه الذاكرة .. الجواب لا .. هنا سقط ماذا .. سقطت اداة التنفيذ عن التاريخ والايام .. اذن نفهم ماذا .. نفهم ان التاريخ والايام وغيرها من المسميات هي تداول بين الناس كما ذكر الله سبحانه لنا في كتابه الكريم عندما قال ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) فمن الذي يتداولها بينهم .. اي يتداول الايام بينهم .. الجواب هم الناس ( والله سبحانه أعلم ) .. ومن الذي يدفع بها للتداول .. الجواب .. هو الله سبحانه جلت قدرته .. ومن يضع بها القدر خيره وشره .. هو الله سبحانه
طيب ... نصل لنقطة هامه ... وهي ... هل يعاقب الله سبحانه عباده عندما يكتبون مثل هذه العبارات .. والجواب ان هذا علمه عند الله سبحانه .. لكن الذي نعلمه ان الله سبحانه الذي علّمنا علم النفس وعلم الطب وعلم الفلك وعلم الارض يعلم سبحانه خفايا نفوس عباده ويعلم قصدهم فيما يكتبون .. فهو سبحانه الذي يقرر من اراد بذلك شرا ام اراد به مجازا .. والله سبحانه يحب من عباده الذين اختصهم بالعلم ان يبينوا للناس ماخفي عنهم حتى وان علموا بعضه .. فان في ذلك شكرا له سبحانه على علمه وخير وبركه لمن قرأ او جلس في حلقة علم او اخذها من جامعة او كلية او معهد .. فالعلوم واحدة
اذن نفهم من هذا الشرح .. ان اليوم لا ذاكرة له .. وانما نقول او نكتب هذه العبارة مجازا .. وان كنت أرى انه لا حاجة لنا بعبارات او فقرات نعلم يقينا انها غير صحيحة .. حيث يمكننا ان نقول بدلا منها هذه الكلمات ( حدث في مثل هذا اليوم ) فهذا اقرب للصواب
السلام عليكم أخي ابن السور
ردحذفجزاك الله عني كل خير حيث أنني بإذن الله تعالى ناويه أن يكون تخصصي تاريخ في الجامعة و قد احتاج احياناً لمثل تلك العبارات فبموضوعك الجميل نبهتني لخطأ قد اقع به
شكرا جزيلا .
والله تدوينة جميلة مميزة كالعادة
ردحذفطبعا بعد القراءة اتفق معك بكل ما جاء فيها
الا انني اختلف معك في جزئية استخدام المجاز عند الحديث عن ذاكرة الايام
فانا ارى ان من جمال وروعة لغتنا العربية
هذه التعابير المجازية
ولا ضير من استخدامها لانها تغني المعنى وتثريه
كان نقول
فتاة لها وجه البدر
والمجاز في نوره وبهائه
بدل ان نقول لها وجه مضيء مثلا
اجد المعنى اقوى
ما ارمي اليه
انني اعشق المجاز ..اراه يوصل المعنى بشكل اكبر
ويفتح مجالا للقارئ للتفكر والخيال
كن بخير دوما يا رب
مها العجمي
ردحذفتخصص ممتاز ورائع
اتمنى من الله سبحانه لكِ كل توفيق
ومشكوره على المشاركة
أمل
ردحذفلا خلاف ان شاء الله
فانا لم اذم استخدام المجاز في التعبير
بل ان هناك استخدامات رائعة له
لكن في هذه الفقرة
اي بفقرة موضوعنا ذاكرة الايام ..
قلت ( وان كنت ارى ان نقول بدلا منها ) وهذا يعني اعتراف مني بان المجاز باللغة قد يعطي لونا اخر بديعا
شكرا ياأمل على المشاركة
مها العجمي
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم انتبه لسلامكِ
الا حين قرأت مشاركتي ومشاركتك مرة اخرى
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا
على ضعف انفسنا واخطائنا وماقد ننساه دون قصد منا .. انه سميع عليم
عزيزي ابن السور يسعدني ويشرفني ان ادعوك لحفل توقيع روايتي الأولى المقام في مكتبة آفاق بمجمع التلال بتاريخ 18 من الشهر الجاري في تمام الساعة السابعة والنصف
ردحذفحضورك يهمني جدا ويسعدني كثيرا
الزين
ردحذفمبروك على حفل توقيع رويتك الاولى ونتمنى لك ِوللحفل النجاح بحضوركِ وحضور محبي قلمكِ وأنا منهم .. ونرجو من جميع متابعي من قصص الزين الحضور في الوقت والتاريخ التي حددته لنا كاتبتنا المبدعة لنفرح معها ونقوم بتهنئتها باذن الله سبحانه
ألأيام لا ذاكرة لها الا ما يكتبه الانسان المؤرخ و لولا كتابات المؤرخين لما علمنا شيئا عن العصور السحيقة التى لم نعشها
ردحذفنعم ربما يجب أن نكتب حدث فى مثل هذا اليوم كما قلت فهو الأدق
تحياتى
شهرزاد المصرية
ردحذفالله سبحانه وتعالى ابقى من العصور السحيقه اثارا تدل عليها .. والكثير من ابحاث العلماء استمدوا معلوماتهم من هذا الاثر .. مما اعطاهم فكرة عن تاريخ الانسان القديم .. فأنتِ تعلمين ان الانسان الاول لم يهتم بالتدوين اي كتابة ماحوله .. ولكن الله سبحانه ابقى من اثارهم ماجعلنا نتعرف عليهم .. فعرفنا النباتات القديمة والحشرات القديمة والحيوان القديم والانسان الاول .. بل والحجارة والمعادن وغيرها .. ولو اننا اليوم حاولنا بان ندمج حشرة بصخرة فلن نستطيع .. ولكن الله سبحانه ابقى من هذه الحشرة صورتها محفورة بالحجر لنتعرف عليها ..
اما اهتمام الانسان بالتاريخ وكتابته فان الاصح هو ماذكرتيه بان نكتب حدث مثل هذا اليوم فهذه العبارة ادق في تعبيرها وأقرب للصواب
شكرا على المشاركة
اضم تعليقى الى تعليق نجمة مدوناتنا الفاضلة شهرزاد المصرية
ردحذفياحبذا فعلا لو نكتب حدث فى مثل هذا اليوم
شدتنى مدونتك للغاية فاسرعت بالانضمام الى متابعينك لمتابعة افكارك الثمينه وارجو ان تفعل المثل حتى نتابع عملينا
يعطيك العافيه ابن السور موضوع جداً جداً مفيد ورائع فكما تفضلت الأيام والتاريخ ليس لهم ذاكره بل هي متداوله في ذاكرتنا نحن البشر من خلال ما سمعنا وما قرأنا في كتب السابقون من مؤرخون وعلماء .. وعبارة حدث في مثل هذا اليوم ادق وأشمل .. وأُهنِئُك عالموضوع الذي أثريت به معلوماتنا
ردحذفوجزاك الله كل خير
faroukfahmy58
ردحذفشكرا على المشاركة والمتابعة
وحاولت بان اسجل في مدونتك
لكني لم اعثر على اي شيء يمكني
من خلاله التسجيل عندك
دلني من فضلك على الطريقة
واكرر الشكر لزيارتك ومشاركتك
حورية الوادي
ردحذفشكرا على المشاركة
شكرا على الاطراء الجميل
ولأسأل الله سبحانه لكِ وللجميع
ذهنا مستنيرا
وفكرا متجددا
وعلما لا يذهب
بد روووعه مافي او من التاريخ
ردحذفيعطيك الف عافيه
تحياتي الورديه
SOoSOo
ردحذفشكرا على المشاركة