المشاركات

فتش عن اللغة

قليل ذهابي لدور السينما .. بل ربما تكون رغبتي بها معدومة .. لكني اضطر احيانا تحت الحاح بعض الاصدقاء بان ارافقهم الى هناك .. فنستمتع معا بمشاهدة الفيلم الذي تم اختياره بعناية من قبلهم .. وعدم ذهابي للسينما لا يعني كرها بها .. ولكن بسبب صحتي .. واضطراري بان اجلس ساعه او ساعتين لمشاهدة الفيلم .. وهو امر يتعبني  وفي احدى المرات ذهبت مع صديق لمشاهدة فيلم مدحه لي واخبرني عن قصته كامله قبل أن اشاهده .. مع ذلك لم انبهه لهذا الخطأ .. حيث انه قتل متعة المتابعة .. وجلست معه وبدأنا في المشاهدة .. المكان مظلم والسكوت يخيم على الجميع .. ولا نرى سوى المشاهد ولا نسمع الا صوت الممثلين .. ووسط هذا الجو .. لفت نظري ان صديقي بدأ يتفاعل بشكل جدي مع احداث الفيلم .. وبدأت اشاهد قسمات وجهه وهي تتابع الفيلم بشغف .. واخذت اراقبه بسكون .. انه غائب عني تماما .. يتابع باهتمام بالغ ممثلة شابة وهي تتغنج وتذوب عشقا وحبا في زوجها .. وتذكرت ان صديقي اخبرني عن احداث  الفيلم وهو عن زوجة اكتشفت ان زوجها يعاني من ضائقه ماليه تهدد الاسرة ببيع المنزل .. فتقوم هذه الزوجه بكل مالديها من وسائل وقدرات على مساعدة زوج

مقابلة مع شهريار

الموقع مدينة ساسان المكان قصر الملك شهريار وتحديدا في بهوه الخاص .. يدخل حارسه الشخصي الحارس : ابن السور يطلب الاذن لمقابلتك مولاي شهريار : دعه يدخل يدخل ابن السور بهو الملك شهريار فينظر اليه شهريار متفحصا شهريار : اممم انت اذن ابن السور الذي كتب عني في مدونته ابن السور : لكني لم اكتب كل شي شهريار : وماهي الاشياء التي تظن انك لم تكتبها ابن السور : انك مثلا قليل الحيلة نافذ الصبر شهريار : وماذا بعد ابن السور : انك زورت التاريخ فأنت لم تقتل زوجتك شهريار : ( يقف مذهولا ) بل قتلتها هي تستحق الموت ابن السور : هي تستحق محاكمة وليس موتا ثم انت لم تقتلها شهريار : هي خائنة مجرمة ابن السور : وجودها مع خادمك بفراشك يامولاي لا يعني انها زنت شهريار : وماذا يعني عندك  ... يحضر لها العشاء مثلا ابن السور : مثلا شهريار : ( يجلس ) هي خائنة وتستحق الموت ابن السور : انت لم تقتلها يامولاي شهريار : ( ينظر اليه ) وما أدراك اني لم اقتلها ابن السور : تصرفك مع النساء وقتلهن شهريار : وماتفسيرك لهذا التصرف ابن السور : لو انك قتلتها لكتفي

مسارات العلوم

عندما تحقق للانسان معرفته بأغلب مايدور حوله .. وفهم اسرار كثيرة كانت خافية عنه .. ثم انتقل للفضاء .. فبحث ونقب وفتش  .. ثم دخل باطن الارض .. واخرج  منها حياة لصناعاته من وقود وانتعاش .. عندما وصل .. احس ان كل ماعدا هذه المعرفة كانت خداعا .. وان الدنيا هي كما يراها الان .. وان أجمل مافيها اكتشاف حقائقها .. وان لا شيء يحكمها سوى العقل والمعرفة  لم يكن الانسان الاول يفهم .. او يدرك ماحوله .. لم يكن يحسن الادارة او حياة المدن .. او انشاء الجماعات .. وتطور بفكره ورغبته في المعرفة .. لكنه ظل سجينا في غياب الكثير من الحقائق التي لا يراها .. فخافها  مره .. وعبدها مره .. حيث كان الانسان يعبد النار لانه يخافها .. لانه لا يعرف سرها .. وعندما اكتشفها ضمها لمجوعته ولم يعد يعبدها .. وعبدوا الشمس وعندما ادركوا حقيقتها ضموها لمعارفهم وتركوا عبادتها .. ومع كل هذه البحوث والعلوم .. لم تخطر لهم فكرة الصانع .. فان كانت النار تعبد في الماضي وعرف سرها في الحاضر .. اليس من المهم ان نفهم من الذي صنعها وأوجدها .. وان كنا لا نعبد الشمس اليوم لاننا عرفنا سرها .. اليس من المنطق ان نعرف من ابدعها . وان ع

خيال لكن داخل مرايا

قلنا سابقا ان جميع العلوم هي نتاج فكر وتجربة .. وقلنا ان بعضها جاء مصادفة .. وقلنا أيضا .. ان بعضا من العلوم جاءت على شكل احلام وتمنيات تحققت فيما بعد .. طيب .. ماذا لو قلنا ان هناك علوم تفوق الفكر وتتجاوز الحلم .. فماذا سيكون ردكم .. تعالوا معي لنرى هذا الامر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. لا شك انكم تشاهدون انفسكم في المرايا .. وترون مافيها من مشاهد .. لنفترض ان امامنا الان مرايه موضوعه في صالة كبيرة .. وانت تقف امامها .. فاخبرنا ماذا تشاهد الجواب .. قد تشاهد المقاعد والمكتب والتلفاز والهاتف والباب والتحف والسجاد الخ .. طيب انعم النظر الان اكثر .. ماذا تشاهد .. الجواب هو ذاته  .. بمعنى نفس جوابك السابق  ... وطالما ان الجواب هو ذاته .. فلنسأل هذا السؤال .. هل ترى المسافات في المرايه ... يعني هل ترى مسافة وقوفك امام المرايه والمسافة التي تصلك للباب .. الجواب نعم حسنا .. الان .. انت ترى ان في هذه المرايه مسافة .. فهل هي حقيقة .. الجواب نعم .. حسنا .. هذه الصالة التي عكستها المرايه هي صورة لكنها صورة تحمل مسافة .. طيب .. الان .. لنفرض انك تقف امام هذه المرايه .. وترى التلفاز

تدور الايام

ما أصعب ان يعيش واحد منا في زمن غير زمنه .. ووقت غير وقته .. وناس غير ناسه .. وفكر غير فكره .. فيجد نفسه تائها ضائعا .. لا يدري ماذا يفعل .. ولا يدري كيف يتصرف .. ولا يعلم لغة وفكر وزمن الذي يعيشه .. كل منا سيأتيه هذا الشعور يوما ما .. عندما يكبر سنه .. ويضعف عظمه .. وتطوي دفاتره الايام والسنين .. ويرحل عنه الاهل والاصدقاء .. وتتغير الاماكن .. وتتبدل الشوارع .. فيخرج من بيته لا يدري اين يذهب .. فلا الشواع شوارعه .. ولا الاماكن اماكنه .. ولا من اصدقاء يعرفهم .. ولا اهل يزورهم .. وينظر في الوجوه .. فلا يعرف منها احدا .. ويعيش مع ناس .. لا يفهمون فكره .. ولا يحترمون سنه .. ولا يأخذون بقوله .. فيضيع في زحامهم .. ويداهمه شعور الرحيل .. وانه اصبح ضيفا ثقيلا .. فينظر ولا يدري ماذا ينتظر .. ما أصعب هذا الشعور .. وما أظلم من لا يفهمه .. ولا يقدره .. ولا يتعامل مع من وضعهم الكبر والضعف عندهم .. فيضعف بعد قوة .. ويسكت بعد صوت .. وبعد ان كان سلطان بيته .. وحاكم اسرته .. تنقلب به الحال .. فيصبح عالة على الخدم .. ويصبح لعبة بيد الاطفال .. فلا احد يسأل عنه .. ولا احد يهتم به .. فيعيل نفسه ب

مع الله سبحانه في اسمائه

الله سبحانه وصف نفسه باسماء نعرفها .. والبعض منها نراها ولا نعرف كيف نصفها .. والبعض منها اخفاها ... فلا يعلمها الا القليل من عباده .. ومن اسمائه تبارك وتعالى ... الغني والقوي والخالق  .. فهذه اسماء ندرك معناها .. لكننا بذات الوقت الكثير منا قد يجهل عظمتها وشأنها  فالله سبحانه الغني .. لكن هناك من عباده غني .. والله سبحانه القوي .. وهناك من عباده قوي ..  والله سبحانه الخالق .. وهناك من عباده من يخلق .. فكيف يمكن لنا ان نتفهم اهمية الخالق وخالق ... والقوي وقوي ... والغني وغني .. ربما بعضنا يرى ان ال التعريف هي الفارق .. لكن علينا ان نبحر ونغوص اكثر .... لنفهم اكثر ولندرك اكثر  فنقول .. ان الانسان مهما اغتنى وملك .. فان اصل غناه لا يملكه عن خلق .. فهو غنى موروث .. ورثه عن ابائه واجداده .. او غنى موصول .. وصله عن منحه او هبه .. فهو غنى جاء من طرف اخر .. اذن نفهم ان غنى الانسان ليس غنى خلق .. اي انه لم يغني نفسه بنفسه .. فان قال احد انه يمكن للانسان ان يغني نفسه بنفسه .. كأن يقوم بالتجارة فاغتنى .. فنرد عليه ... ونقول .. نعم هذا صحيح .. لكن من اين له الاصل .. اي المال الذي تاجر ف

مرجانة الزين

قيل ان إمرؤ القيس   عندما هام بالغزل كان سبب ذلك لقائه بفتاة عشق مرحها وهام بلطفها واستأنس لحديثها ولكنها غابت في زحام ظرفه فلم يلتق بها ثانية .. وقيل ان سبب سكوت شهريار عن شهرزاد انها مرحة اثناء حديثها لبقة في حسن ادارته تفهم السكنات واللفتات .. فعشقها وتمكنت بان تمحو منه صورة المرأة الاخرى وقيل ان قيس بن الملوح أحب ابنة عمه لمرحها وفهمها وذوقها عندما سمعها تتحدث مع رفيقاتها .. فأحبها وسلبت عقله .. فنرى ان شهرزاد والفتاة التي حركت قلب  إمرؤ القيس   لا يختلفان عن امرأة واحدة تتعاقب وتظهر في كل الازمنة وبكل الامكنة كنت اقول دائما ان شهرزاد تعيش بيننا .. وان البحث عنها به سهولة وصعوبة وكلاهما متعة .. وليلى العامرية تعيش بيننا لكنها تختفي بالف قناع وقناع ... لكن هل شرطا ان تظهر لنا مجسدة بصورة .. او بشكل وهيئة .. ام هي هي بمرحها ولطفها .. طوال سنوات عديدة كنت أبحث عن هذه الشخصية .. عبر الافلام والمسلسلات والقصص ثم الواقع .. فلم أجدها .. وجدت القلة منهن من يتشبهن بهن لكن لم اجد الروح التي كانت شهرزاد تتمتع بها وقد يكون سبب ذلك اننا لا نصنع الارضية التي يمكن لهذه الروح ان

المرأة ... هي

هذه المقالة كتبتها عام 2009 في منتدى كنت عضوا فيه .. اعيد نشرها اليوم للفائدة .. فيما كنت من مضى السنين  حملني وقتا لصديق ..   كان حكيما مطلعا ..  سألته ذات مره  ...  ماذا تعني لك المرأة ..  فسكت ثم قال ...  هي اشبه بالابره ...  فاستغربت جوابه ولم ارد  ثم جمعتني به جلسه ...  فسالته عن المرأة ..  فسكت ثم قال ...  هي اشبه بالابره ...  وخجلت للمره الثانيه ان استفسر  عن قصده ومرامه ...  وكان ذاك الوقت  فيما كان .. اذكره في مقاعد الدراسه ...  كانت المادة عن حليب الام...   وهي مادة علميه صرفه تخرج من صدر المرأة ... فقال الاستاذ  هذا الحليب هو اشبه بابره ...  يخيط كل عضو بالطفل ببعضه ..  ثم كانت مصادفة اخرى ...  عندما حضرت نقاشا    كانت امي حاضرة فيه ...   فقالت لابن عمي  خذها .. سوف تخيط ملابسك  وتقفل على اسرارك  وتحفظ فراشك    وتقدم طعامك  وتبتسم بوجهك ...  فتذكرت ذاك الصديق ... وربطت كلا في بعضه .. الحليب يخرج من صدرها .. صدرها يحنو على طفلها .. صدرها منبع حنانها وعواطفها .. ففيه القلب الذي ينبض بالحب والوفاء .. وفيه مستودع سرها وسر اسرتها .. عندما تربط المرأة عاطفته

لستِ جميلة

كنت اراجع بعض الاوراق في كافيه نجتمع فيه مع الاصدقاء في احدى سفراتنا للخارج .. كنت جالسا وحدي عندما اقتربت مني فتاة يبدو من سحنتها انها أوروبية .. وسحبت الكرسي وجلست .. ثم نظرت الي .. وحين انتبهت لها .. قالت لي .. شكلك غلط .. انت ليس النوع الذي يعجبني .. ثم رفعت خصلة شعرها .. وقالت .. لكن مجبره بان اجلس معك .. هل ترى هاذين الشابين هناك .. فنظرت .. فقالت .. تراهنا معي بان ااخذ رقمك مقابل 100 دولار .. الان .. هل تسمح بان تعطيني رقمك .. فابتسمت  وقلت لها  سأعطيك الف ان جلست معي عشرة دقائق فقط .. فاهتمت بالعرض .. وقالت .. هنا .. قلت ... نعم هنا .. فقالت .. وتدفع الف دون ان اذهب معك اي مكان .. قلت  .. نعم .. فضحكت .. ثم قالت .. حسنا .. سأجلس .. ولكن هات الالف .. قلت .. سادفع بعد ان تنتهي الدقائق العشر .. فسكتت  قلت لها .. حسنا .. الان .. تقولين ان شكلي غلط  .. فنظرت الي .. وادارت وجهها وقالت .. انت لست جميلا .. انا احب الجمال .. قلت اجيبي على السؤال .. تقولين ان شكلي غلط .. قالت .. وجهك جمجمه عليها جلد .. فابتسمت .. وقلت .. هل ترين الناس هنا .. فنظرت وقالت .. طبعا اراهم .. قلت

طفلي رجل ماذا افعل

كنت جالسا بالصالة عندما اخبرني الخادم بقدومها مع زوجها .. لم انهض .. حتى دخلا .. فنهضت  لهما ولكنهما اسرعا بالسلام عليّ .. وجلسا على الفور قربي .. لم يتكلما .. وكأنهما يبحثان عن الكلام .. لكنني لم احثهما عليه .. ورحبت بهما .. ثم اخذت اعبث بجهاز التلفاز .. وسألتهما .. هل رأيتما قطتي بالخارج .. وكانا يعرفانها .. فقالا ..لا .. قلت .. هي تسمعكما لكنها غير مؤدبة .. كان يجب ان تسلم عليكما .. ثم ناديتها .. فخرجت على الفور وجاءت عندي .. فمسحت على رأسها .. ثم اخذت خيطا .. واخذت الاعبها .. وهي تقفز وتركض وتمرح ... كانا ينظران اليّ باستغراب دون ان يتكلما .. بعد ذلك .. تمددت براحة على المقعد .. وقلت لهما .. حسنا .. تكلما عن ابنكما ...  فازدادا استغرابا .. وقالا .. كيف عرفت اننا جئنا اليك من اجل ابننا .. قلت .. لا يدفع الام زبارة كهذه الا من اجل ابنائها .. ولاني اعلم معاناتكما مع ابنكما الصغير .. وعندما قارنت الاخيرة علمت ان زيارتكما لن تكون الا بهذا الجانب .. فقالت .. نعم .. نحن نعاني من مشاكله .. لا احد في قطعتنا الا واشتكى منه .. الكل لا يريده ويتجنبه .. انه لا يرتاح ولا يجلس في البيت .

فروقات بيننا وبينهم

من الافلام النادرة جدا فيلم   20 الف فرسخ تحت الارض ... اتذكرعندما كنت صغيرا وكنت اشاهد هذا الفيلم الذي يحتفظ به ابي .. كان اكثر استغرابي هو الفرسخ .. وكنت اقطع استمتاع من يشاهد معي هذا الفيلم بسؤاله عن معنى الفرسخ .. فكانت الاجابة مبهمة .. عرفت فيما بعد ان الفرسخ هو 5 كيلو  .. المهم .. هذا الفيلم يتحدث عن فجوة عملاقة بالارض ينزل بها علماء للبحث عن الحياة داخل الارض .. وكعادة السينما وخيالها .. اوجدت اطفالا ورجالا ونساءا يعيشون تحت الارض .. حيث الكهوف والجبال والمياه والوديان الخ هذا الفيلم عاش معي سنين طويلة .. وكنت دائما اضع اذني على الارض في البر ( الصحراء ) لاسمع ان كانت هناك حياة .. كنت على يقين ان هناك حياة .. واقصد بالحياة هي الحياة البشرية كما هي عندنا فوق الارض ..  وحين كبرت .. وجدت استحالة أن تتحقق هذه الحياة وسط اجواء تقتل الحياة .. فالسموم والغازات والحرارة والرطوبة كلها طاردة للحياة داخل الارض .. فنحن كلما غصنا بداخلها وجدنا انصهارا هائلا على شكل سوائل عملاقة يكاد ضغظها ان يفجر الارض بما فيها ..  لكن فوجئنا في منتصف الخمسينات من القرن الماضي .. عندما

ليلى ابراهيم

هذا الاسم ليس غريبا عليكم .. فهي صاحبة مدونة ليلى .. وسبق وان اعلنت كثيرا عن مدونتها .. وربما الكثير منكم زارها واطلع على حرفها .. هذه البنت تتميز بمواهب كثيرة منها موهبة تكفيها عن المواهب الاخرى .. فهي كاتبة من النوع الساخر الثقيل .. فان قرأت لها لن تمل .. وربما تخرج من مدونتها وقد ازحت عن قلبك او نفسك او في صدرك الكثير من الهم والكدر هي تدفعك للابتسام .. واحيانا للضحك .. واحيانا للاستغراب ... فاما للابتسام .. فعندما تقرا طريقتها في التحاور والردود .. حيث تتخير فقراتها بشكل تدفع من شارك معها ان يعيش بنفس جو المرح التي تعيشه الكاتبة .. واما للضحك .. فعندما تتكلم بحرفها عن احوال الناس وعرض فكرهم والتعليق عليه .. فهي لا تخرج عن الموضوع بقدر اشباعه من سخرية النظرة الضيقة من بعض الناس نحو قضايا اجتماعية كان يجب فهمها واعطائها حجمها ... فتضحك من المشاهد التي تعرضها لك .. فهي تتخير كلمات اشبه بان تكون ناطقه .. وربما اول مره تقرأها .. لكنها تتناسب مع الموضوع .. واما للاستغراب .. فهو سؤالك كيف تمكنت هذه الصغيرة من تطويع حرفها بهذا الاسلوب العذب الساخر هذه مقدمة .. اما الموضوع ..

وتلك الايام

الغيب هو الامر المستور عنا .. فلا نراه ولا نسمعه .. ولا احد منا يمكنه ان يعرف الغيب فيخبرنا بما يقبل علينا من خير او شر .. لكن يمكن للانسان ان يستخرج بواسطة فراسته وفطنته امرا يمكن حدوثه .. من خلال مشاهدات ومعارف .. فمثلا .. الطفل الذي يلعب بالولاعة او الكبريت دائما يمكن لمن يعرف اسرته ان يحذرهم عن احتمال اندلاع حريق في بيتهم .. وقد يحصل هذا .. فيندلع حريقا في بيتهم .. وفي هذه الحالة لا يمكننا ان نقول بان من اخبرهم بهذا الامر هو يعرف الغيب .. لكنه تكلم بناء على ماذا .. الجواب .. بناءا على مشاهدات وحدس وفراسة .. وقد يندلع الحريق وقد لا يحدث أمره .. ولا حظوا اني قلت في هذا المثل ولله سبحانه المثل الاعلى .. اني قلت تكلم ولم اقل تنبأ .. اي لم اقل انه تنبأ بالحريق .. ليه .. لان في حالة التنبيء .. هناك نبأ دائما .. فمثلا في الارصاد الجوية .. هناك دائما نبأ عن متغيرات في سرعة الرياح .. والنبأ ليس دائما بصوت .. فقد يكون برسالة .. والمتنبيء الجوي يأخذ النبأ من أين .. الجواب من اجهزة .. هذه الاجهزة ترصد المتغيرات فتكتبها على اشكال هندسية فيأخذها ويقرأها .. فيفهمها هو .. اذن هو تنبأ من ماذا

العم بلاك بيري

أحب رائحة العيش ( الرز ) خاصة عندما يكون من يد ابنة عمي .. فهي ماهرة في اظهار ابداعاتها في روائح الطعام .. فتتفتح شهيتك قبل ان تشاهد اصناف ماطبخته وجهزته لنا .. وفي احدى زيارتي لها .. اشتكت لي من تدني درجات ابنها في مادة اللغة العربية .. وقالت في حسرة واضحة انه ضعيف في القراءة والكتابة .. وحاولت مساعدته لكنها فشلت .. استمعت اليها وانا ارتشف القهوة معها دون ان اتكلم حتى فرغت .. فسالتها .. ماهي الطرق التي استخدمتيها لمساعدة ابنك في فهم واستيعاب هذه المادة .. فقالت .. احضرت له مدرسين .. قلت لها .. انا اسأل عن جهدكِ الشخصي معه وليس جهد المدرسين .. فاستغربت .. وقالت .. انا لا اعرف الاعراب ولا القواعد ولا ... فقاطعتها وانا انهض من مكاني .. ليس شرطا ان تكوني ملمة بالاعراب هذا الامر سيتكفل به المدرسين .. علينا ان نستخرج المباديء الاولية لهذه اللغة من عقل ابنك الباطن .. تعالي .. فقالت وهي تنهض .. الى اين .. قلت .. نذهب للصالة واحضري كل ابنائك وراقبي ماأفعل .. حضر الابناء وكانوا بسن متفاوته .. لا يزيد احدهم عن االثالثة عشرة .. وجلسوا حولي في الصالة .. قلت لهم وانا ابتسم .. سألعب معكم

أمنا مصر

كتبت عن مصر .. وسأكتب عن مصر .. وسأبقى دائما اكتب عنها .. احبها واعشقها ولا انكر جهد ابنائها وبناتها ورجالها وشبابها في ماقدمته للعرب والمسلمين .. حيث جابوا اقطار العرب ناشرين الثقافة والعلم والفكر .. قدموا ولا زالوا يقدمون عبر اعلامهم .. وعبر اقلامهم .. وعبر صحفهم .. وعبر جهدهم كل مايهم الانسان من فهم وادراك وحب وايثار  عندما كنت صغيرا .. كنت ارى ابي مشغوفا بكتب مصر .. بكتب مثقفيها ومفكريها .. يجلس الساعات الطوال في مكتبه يقرا .. ويقرأ .. ولا يمل .. وعندما بدأت أقرأ وأبحث .. احببت توفيق الحكيم .. عشقته .. همت به .. أحببته .. قرأت كل كتبه .. وكل فكره .. وغصت في اعماقه .. وتأثرت به حتى اليوم .. كتبت له رساله .. فقرأها ابي .. وقال .. هذه رسالة لمصر وليس لتوفيق .. فتوفيق رحل وبقيت مصر ..  عشقت مجلة سمير .. وعشت عمرا طويلا معها .. ومع انها مجلة لم تظهر في عصري ... فهي في عصر ابي وحفظ اعدادها كلها .. وأورثها لي .. فقرأت .. واضحكني تهته .. واصحكني سامبو .. وأحببت ماما ناديه نشأت  .. وأحببت ماما لبنى .. وعندما سافرت لمصر .. ذهبت لدار ناشر هذه المجلة .. فلم اجد ناديه ولا لبنى ..

اشارات تحتاج لاجابات / الحلقة الثانية والاخيرة

قلنا في الحلقة الاولى  ان مايحدث من تطور فائق وهائل في العالم يدفعنا لسؤال خطير .. وهو .. هل هناك من يقف الان لسبب ما في ايصال هذا الايحاء العلمي المتفوق لمخ الانسان .. هذا السؤال بحث فيه الكثير من العلماء واختلفوا في الاجابة .. وسنأخذ من هذا الخلاف بحثنين .. الاول .. من يرى ان هذا الانجاز والعلوم التي تتدفق يوميا في ذهن الانسان ماهي الا بوادر لنهاية العالم وانها تجهز لامر عظيم .. ورأوا ان هذا الامر هو بظهور المسيخ الدجال .. حيث يرون انه صاحب هذه العلوم التي نشاهدها ونستخدمها اليوم .. وذهب بعضهم ان المسيخ الدجال يقترب من الخروج وانه يرسل رسله وهي الاطباق الطائرة لجس النبض والتعرف اكثر على احوال الارض وسكانها ..  ونحن لا نريد ان نبحث في هذه المسألة ولي محاضرة هنا في هذه المدونة تتحدث عن المسيخ الدجال بشكل مفصل يمكن الرجوع اليها لمن يرغب في الاستزادة .. وسأركز على البحث الثاني  نبدأ ... بسم الله الرحمن الرحيم ... لا شك ان العلوم الحالية امرها مذهل وتدعولمثل هذه الاسئلة .. وفي البحث الثاني الذي يتحدث فيه العلماء عن هذه المسألة .. فان بعضهم يرى .. ان العالم يدفع دفعا لنهاي

اشارات تحتاج لاجابات

منذ 200 سنة .. لم تكن الدنيا كهذه الدنيا التي نعيش بها اليوم .. ولم تكن الحياة الاجتماعية كما هي الحياة اليوم .. ولم يكن المناخ مثل مناخ اليوم .. وخلال فترة زمنية قصيرة تغير كل شيء .. فمن الركوب على البغال والحمير والخيول .. اصبحنا نركب الطائرات والسيارات والبواخر .. ومن رسائل تنقل عبر الجمال والبغال والخيول ولا تصل الا بعد شهور  وربما سنوات .. اصبحت تنقل بلمحة بصر عبر شبكة عنكبوتية تصل لاقصى الدنيا .. ومن خبر تسمعه بالامس بعد شهور .. تسمعه الان خلال ثوان من وقوعه ..  وحتى تعرفون اكثر .. فمنذ 50 سنه تقريبا .. لم يكن العالم الاسلامي يعلم اي الدول صامت في رمضان او افطرت في أول ايام عيد الفطر المبارك .. وقد افطرنا في الكويت ظهرا بعد ان وصل الينا خبر ان الشقيقة السعودية اثبتت رؤية شهر شوال .. وعليكم ان تتصوروا المسافة التي تبعد بيننا وبين اشقائنا في السعودية .. والتي تعتبر في عالم المواصلات اليوم مسافة قصيرة جدا .. مع ذلك  عجز الاعلام السابق منذ 50 سنة ان يواكب الحدث .. فأفطرنا ظهرا بسبب اننا لم نعلم بفطرهم الا بهذا الوقت  وحتى تعرفون اكثر .. فمنذ 30 سنه تقريبا اختلفت الصحف

غطيني ياصفيه

نحن شعوب  نميل للتجريب .. بعد ان فاتنا قطار التصنيع والتصدير .. لاسباب عديدة عاشها عالمنا العربي والاسلامي .. وكانت هناك فرص عديدة  كان يمكن استغلالها للحاق بركب العالم الاول او الثاني .. لكننا ركنا للاستيراد والتفاعل والعيش مع صناعات الاخرين .. والتي يمكن ايقافها عنا او رفع اسعارها علينا او استغلالنا من خلالها ..  وبالطبع الحديث عن هذا الموضوع طويل ومتشعب .. وتدخل فيه ابواب فتحها سهل واغلاقها صعب .. لان كلما أغلقنا بابا فتح امامنا بابا اخر .. اي كلما عالجنا مشكلة فتحت لنا مشكلة اخرى .. الخ .. وسنأخذ من هذا الموضوع ثلاثة أبواب .. من صناعات العالم الاول والثاني ..  وهذه الثلاثة نأخذ منها الخلاصة .. اي نأخذ منها ثلاثة برامج .. الشات والمنتديات والمدونات .. وجميع هذه البرامج تعتبر من البرامج الهامة التي غيرت من مفهوم الحريات .. حيث كانت حريات الفرد مقتصرة على الهمس في حال الحديث عن اوضاع بلده او اوضاع مجتمعه خوفا من السلطة .. حيث ان هناك سلطات في العالم الثالث لا تؤمن بالحريات .. وتقمع شعوبها .. ولا تمنحهم حق الحياة الكريمة في اوطانهم .. وبعد ان انتشرت بيننا غرف الم