وتلك الايام
الغيب هو الامر المستور عنا .. فلا نراه ولا نسمعه .. ولا احد منا يمكنه ان يعرف الغيب فيخبرنا بما يقبل علينا من خير او شر .. لكن يمكن للانسان ان يستخرج بواسطة فراسته وفطنته امرا يمكن حدوثه .. من خلال مشاهدات ومعارف .. فمثلا .. الطفل الذي يلعب بالولاعة او الكبريت دائما يمكن لمن يعرف اسرته ان يحذرهم عن احتمال اندلاع حريق في بيتهم .. وقد يحصل هذا .. فيندلع حريقا في بيتهم .. وفي هذه الحالة لا يمكننا ان نقول بان من اخبرهم بهذا الامر هو يعرف الغيب .. لكنه تكلم بناء على ماذا .. الجواب .. بناءا على مشاهدات وحدس وفراسة .. وقد يندلع الحريق وقد لا يحدث أمره ..
ولا حظوا اني قلت في هذا المثل ولله سبحانه المثل الاعلى .. اني قلت تكلم ولم اقل تنبأ .. اي لم اقل انه تنبأ بالحريق .. ليه .. لان في حالة التنبيء .. هناك نبأ دائما .. فمثلا في الارصاد الجوية .. هناك دائما نبأ عن متغيرات في سرعة الرياح .. والنبأ ليس دائما بصوت .. فقد يكون برسالة .. والمتنبيء الجوي يأخذ النبأ من أين .. الجواب من اجهزة .. هذه الاجهزة ترصد المتغيرات فتكتبها على اشكال هندسية فيأخذها ويقرأها .. فيفهمها هو .. اذن هو تنبأ من ماذا .. من نبأ
ولو قلنا ان الشخص الذي تكلم بالحريق .. قلنا انه تنبأ بالحريق .. فالسؤال .. من الذي انبئه .. فان لم يكن هناك جوابا .. فهو اذن دخل في ماذا .. دخل في المحظور .. اي انه تكلم في غيب لا سند له حتى وان وقع ..
وهذا يقودنا الى ماذا .. يقودنا الى قولنا نتوقع .. فمثلا ولله سبحانه المثل الاعلى .. فمثلا لو قلنا نتوقع لفلان النجاح .. فان في قولنا هذا وقوع شيء .. فهل نحن نعلم بوقوع هذا الشيء وان وقع .. فان كان الجواب بلا .. فنحن دخلنا في ماذا .. دخلنا في شبهه ومحظور .. طيب .. لو قلنا .. اتخيل ان كلامك عن فلان صحيح .. فالسؤال .. هل الخيال من الحقيقة .. فان لم يكن من الحقيقة .. فانك هنا عرضته على انه حقيقة يؤخذ بها .. وقد يترتب عليها امور تضر غيرك
طيب .. احيانا بل كثيرا .. نقول .. اعتقد بان كلام فلان صحيح .. هنا الامر اختلف .. ليه .. لان لا شبهه في انك قطعت امرا فيه يقين .. فالعقيدة ماعقد به قلبك .. اي استيقنه قلبك .. فحين تقول اعتقد .. فان هذه الكلمة هي بمثابة يقين وحقيقة لا شبهة فيها .. لذلك لا يؤخذ بكلامك فيما لو اقيمت ضدك قضية بناء على كلامك .. ليه .. لان حين تدافع عن نفسك فتقول انا قلت اعتقد لم اقل بان كلامه صحيح مئة بالمائة .. فكلامك مردود .. فالصحثيح انك قلت الف بالمائة انه صحيح
طيب .. نأتي لامر الغيب .. علينا ان نفهم جيدا .. ان امور الغيب بيد الله سبحانه .. وغيب الله سبحانه لا يطلع عليه احد .. ولا يجب الخوض فيه لانه معلوم ومحسوم لله سبحانه .. ولان امر الله سبحانه يدل على قوته وجبروته .. .. وامره سبحانه بين كاف ونون .. اي كن فيكون .. فنأخذ هذا المثل لنفهم .. ولله سبحانه المثل الاعلى .. يوم القيامة لم يأت بعد .. وهو امر غيب كما نعلم .. لكن كل مشاهداته اخبرنا الله سبحانه عنها واخفي عنا ساعة وقوعها .. فهي اذن واقعة ومحسومه .. لان امر الله سبحانه ان جاء لا يرده احد .. فمتى مااراد الله سبحانه هذا الامر فانه يكون ..
لكن في الانسان قد يقول لزوجته .. غدا راح تتغير الحال وراح اشتري لك بيتا رائعا جميلا .. فالسؤال .. هذا الغد الذي تكلم عنه الزوج هل يملكه .. هو قال غدا .. فهل هذا الغد يملكه الزوج .. وهل يمكنه ان يبني فيه هذا البيت .. الجواب لا .. ليه .. لانه لا يملك من الايام شيئا .. سوى مايعيشه فيه .. لكن الله سبحانه عندما يقول غدا .. فمن يملك غدا غيره سبحانه .. لذلك ماذا يقول الله سبحانه .. يقول ( مالك يوم الدين ) اذن هذا اليوم ملكه واسراره وغيبه عند الله سبحانه
طيب .. فهمنا الان ان يوم الدين هو يوم يملكه الله سبحانه .. فنفهم من هذا ان كل الايام الاخرى يملكها الله سبحانه .. وكل مابها من اسرار واحداث بيد الله سبحانه .. فهل يمكن لانسان ان يطلع على ايام لم تأت بعد .. الجواب لا .. لكن الله سبحانه جلت قدرته وان لم تأت الايام بعد .. فهو يعلم مابها وما سيترتب عليها من خير وشر .. فهي ايام مقبلة بارادته ومشيئته .. ولا يمكن لاي مخلوق ان يردها او يعلم مابها
طيب .. فهمنا الان ان يوم الدين هو يوم يملكه الله سبحانه .. فنفهم من هذا ان كل الايام الاخرى يملكها الله سبحانه .. وكل مابها من اسرار واحداث بيد الله سبحانه .. فهل يمكن لانسان ان يطلع على ايام لم تأت بعد .. الجواب لا .. لكن الله سبحانه جلت قدرته وان لم تأت الايام بعد .. فهو يعلم مابها وما سيترتب عليها من خير وشر .. فهي ايام مقبلة بارادته ومشيئته .. ولا يمكن لاي مخلوق ان يردها او يعلم مابها
مساء الغاردينيا ابن السور
ردحذفمقال رائع وسبحان الله من نعمه علينا أننا لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام وماذا يحتوي القدر من اسرار فبعضها بـ التأكيد مؤلم ولو علم الأنسان لما تمكن من إكمال حياته وخاصة لو كان يعلم أن القدر يخبئ له كارثة مثلاً سأخبرك أمراً احيانا أشعر أن الشخص المريض بمرض خطير وأخبره الأطباء بذلك أنه في حالة صعبة ويتألم فقط لأنه أصبح ينتظر الموت اذاً هو هنا تنبأ بأنه لن يحيا كبقية البشر لأن أيامه معدودة في الدنيا بعضهم قد يموت لمجرد حالته النفسية حينها لأنه أصبح ينتظر الموت لذلك من نعم رب العالمين علينا أننا لا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas
مقال رائع
ردحذفوبه كثيرا مما نفعل ولا نهام بما نقول
اكره التنبوء بالغيب
او انت اصدق كلام العرافات او الاابراج
اسلم امري لله واقول دوما ان شاء اله والحمد لله
وهذا يكفيني حتي وان حدث لي مالا يرضيني فالحمد لله دوما
ريماس
ردحذفمساء النور
نعم كلامج صحيح .. فالله سبحانه انعم علينا بأن اخفى عنا الكثير من الامور التي لو عرفناها لكانت حياتنا غير مستقرة وغير سعيدة
شكرا على المشاركة
re7ab.sale7
ردحذفنعم اسلمي امركِ لله سبحانه في كل خطوة او حاجة تريدنها .. وتوكلي عليه فهو سبحانه نعم المولى ونعم الوكيل
شكرا على المشاركة
السلام عليكم أخي ابن السور
ردحذفشكرا لمقالة الرائع و للأمانة اشتقت لكتاباتك و لكتابات المدونين المبدعين امثالك الثرية و المفيدة دائماً
فالمشاغل تلهي المرء عن ما يحب أن يطلع عليه دائماً فنشغلت عن الكتابة في مدونتي وعن الاطلاع على مدونتك
عموما
دمت بخير و سلام دائماً أن شاءالله .
مها العجمي
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا على الاطراء .. واحرصي دائما على تقديم الاهم ثم المهم ثم الادنى .. فدراستك ومشاعلك صفحات يجب ان تطوى على نجاح .. واما البقية مما تحبين فان كان في العمر بقية فلن يطوفك شيء ان شاء الله
تقدير من شخصك الكريم انكِ تشاركي هنا .. وتحرصي على القراءة .. وتقدمي العذر عندما نفتقدكِ
شكرا جزيلا على الزيارة والمشاركة