ثقافة دور المواقع والتعامل معها

فرح المثقفون العرب عندما ظهرت للمرة الاولى المنتديات .. لكن خاب ظنهم وماتت فرحتهم عندما اصطدموا في وجود مشرفين ومشرفات لا يفقهون من الثقافة شيئا .. حيث كان اصحاب المننتديات يعينون المشرفين والمشرفات حسب الامزجة والاهواء .. ثم جاءت فرحة اخرى وهي ظهور المدونات .. حيث انها اكثر قدرة للمدون بان يصول ويجول في مدونته .. يكتب فيها ارائه وافكاره واحلامه وطموحاته ونظراته .. حسيبه في ذلك الله وحده سبحانه .. ورقابته نفسه وماتملي عليه اخلاقه .. لكن هذه المدونات لم تكتمل فرحتها .. ليس لانها ناقصة الاداء .. او فارغة المحتوى ..

 ولكن بسبب الردود التي لا تحمل مضامين الفكر ولا تهتم بالرأي ومناقشته ... واصبحت ردود المدونات اشبه بردود المنتديات على الشكل التالي .. شكرا .. ماقصرت يعطيك العافيه .. موضوع حلو .. الخ .. لا يستفيد المدون من الرد شيئا .. فلا اضافة ولا مضمون ولا فهم ولا زيادة في الاثراء والانماء والعطاء .. ان اهم المواضيع هي تلك .. التي تحمل ردودا رائعة تزيد من المقالة جمالا .. وتضفي عليها نكهة .. وتعطي القاريء لمسات .. فتخلق من المقالة حركة .. وتصنع منها أهمية ..شيء مؤسف ان لا نتعامل مع هذه الادوات الراقية تعامل المثقف .. وان نسقط من حساباتنا فهم الكلمة والتعامل معها .. بالنسبة لي .. يفرحني من يقرأ .. ويفرحني اكثر من يرد ..

ويفرحني اكثر واكثر عندما اقرأ ردا يحمل ضدا ويحمل فكر صاحبه ورأيه .. هناك غالبية من القراء يفضلون القراءة بصمت .. فيدخلون بصمت .. ويقرأون بصمت .. ويتسللون واحدا تلو الاخر بصمت.. هؤلاء على الرحب والسعة دائما .. فهم ( خفاف ولطاف ) ونحن بالطبع ندرك قدرات الناس .. وثقافاتهم .. فلا نطلب اكثر مما نقرأ ولا نبخل بأقل مما نعلم .. لكن بنفس الوقت هناك خشية وخوف ان تنعكس هذه الردود سلبيا على اصحاب المدونات فيعتقدون انفسهم انهم اعلى من ديستوفسكي وافضل من سارتر واعقل من افلاطون .. وعليهم التذكر دائما ان بعضا من هذه الردود السلبية تدخل الغرور في انفسهم .. وعليهم الحذر من ان تصنع من اقلامهم اداة كاتب لم تكتمل ملامحه بعد ..

وللاسف ان هناك كتاب يحملون مضامين رائعة وقلم متمكن لكن الردود التي يحصل عليها تقتل الحماس في نفسه وتدفعه نحو مجاملتهم على حساب الموضوع نفسه .. وهذا حصل معي كثيرا ربما اخره منذ ايام عندما كتبت ردا لتشجيع الاخرين على التفاعل مع الموضوع فلم اجد بعده سوى ردود ( والله مدري شقول عنها ) لكنها اشبه بالسوالف عن النقد الذي يعطي قيمة فاضطررت بان لا اكون شاذا بين هذه المجوعة فانسحبت بالغاء المشاركة ومع كل ماذكرت .. فانه  يجب الردود على القراء واحترام جهدهم .. حتى وان كانت تحمل ماقلت اعلاه .. فبعضهم هذه قدراتهم .. وبعضهم هذه محدودية فهمهم .. وعلينا تقبل هذا الامر .. والتعامل معه بحكمة الكاتب الفطن .. فلا نهمل ردا .. ولا نتأخر على رد .. ونعطي بين هذا وهذا قدره وحقه .. وان نعمل جاهدين على استقطاب الكتاب الذين يحملون الفكر لاثراء الكلمة مع ابقاء مثل هذه النوعية التي تعطي ابتسامة حلوة وفرح .. نعم فرح يجب ان لا ننكر هذا