سلام وشعوب


الاسلام لم يفهم حتى الان في الغرب ولم يفهم حتى اليوم ممن يعيشون معنا في الارض العربية والاسلامية من غير المسلمين .. وقد فهم على انه سلاح وارهاب .. ونحن لا نلومهم في هذا الفهم الخاطيء بسبب التقصير الاعلامي الاسلامي الذي غاب عن الساحة الدولية .. فهم يرون ويشاهدون التفجيرات التي تظهر لهم على شاشات التلفاز بين فترة واخرى
ويتسائلون عن سبب قتل ابرياء ليس لهم علاقة بالدين والسياسة حيث تربط هذه التفجيرات بتنظيمات تدعي الاسلام متخذين في ذلك اسبابا يرفضها المجتمع الدولي ويرفضها قبلهم تعاليم ديننا الاسلامي الذي بني على الرحمة والتسامح والفهم والعقل والفكر ..


الاسلام لم يكن يوما من الايام دينا يتخذ من الدم شعارا له بل هو دين يتخذ من الرحمة شعارا له يقول الله سبحانه (( والذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) ولو ان الاسلام كان دينا ارهابيا لقام محمد عليه الصلاة والسلام باغتيال من ناصبوه العداوة وحاولوا طمس رسالته ومنهم ابو جاهل وابو لهب وغيرهم ولكان عليه الصلاة والسلام امر اصحابه باغتيالهم في ليل اظلم لكنه عليه الصلاة والسلام لم يفعل وقاتلهم قتال شريف وجها لوجه ... حيث يمكنهم قتل اصحابه ... ويمكن للمسلمين قتلهم ..


واذا كانت الفتوحات الاسلامية كان بها معارك فان هذه المعارك لم تتم اساسا لفتح الدول لضمها او استعمارها .. وانما كان قتالهم لاسباب واضحة .. حيث كان محمد عليه الصلاة والسلام يرسل الكتب للحكام الدول .. ويخبرهم انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه أمر  بان يبلغ الناس رسالته ..


فان وافقت هذه الدول على استقبال وفد من المسلمين لابلاغ شعوب هذه الدول عن الاسلام .. فلن يكون هناك قتال .. وان رفضوا فان في هذه الحالة هي اعلان حرب ..  ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل الاطفال ولا النساء ولا الشيوخ المسنين ولا يقتلع الشجر ولا يهدم البيوت ولا يستعمر احدا ولا ياخذ اموال احد وانما كان يفتح قلوب ويناقش فكر وعقل ..


وعلينا ان نبلغ العالم كله ان المسلمين ليسوا كما صورتهم بعض دور الاعلام بانهم ارهابين ... بل المسلمين شعوب مسالمة طيبة .. تحب ان تعيش السلام مع الجميع .. وبعد ان انتشر الاسلام وبلغت رسالته .. لم يعد هناك اجتهاد في ارغام الناس على دخوله .. والله سبحانه يقول (( لكم دينكم ولي دين )) فنحن نحمل عقيدة ولا احد ينكرها علينا او يحاسبنا عليها .. كما كل الاديان الاخرى تحمل عقيدة وفكر .. ولكننا اليوم غير مطالبين بقتال من لا يقاتلنا ولا يدمر اراضينا ولا يتدخل بشؤوننا
واليوم الكل اصبح مرتبطا بالكل .. واصبحت المصالح متشابكة ببعضها .. فلا نلوم دول ترى ان مصالح شعوبها في تطبيق بنود علينا الالتزام بها .. طالما ان هذه البنود لا تمس مصالحنا ولا تتدخل بشؤوننا ولا تضر بعقيدتنا وتركيبتنا السكانية ..


ان مشكلتنا اليوم - وهي الكبرى - هي مع اسرائيل .. فعندما نحلها لا نجد ذريعة لاحد كي يتخذ من الاسلام ذريعة للقتل وسفك الدماء .. وعلينا ان نكون منصفين واصحاب عقل وفكر .. وان نقول ان السلام يجب ان يكون شاملا .. أي ان من حق اسرائيل ان تحس بالامن داخل ارضها .. وان تحس ان شعبها غير مهدد بالقتل او الطرد او التضييق عليه ..


 وبنفس الوقت ان تعطي اسرائيل نفس هذا الاحساس للعرب جميع العرب .. وان تقول لهم بلسان فصيح .. نقبل بشروطكم ونعقد الاتفاق معكم ونمنحكم الامن والسلام .. 


لقد جربت اسرائيل جميع الحلول مع العرب ولم تنفع .. فالعرب مطالبهم واضحة وهي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهي مطالب لا تملكها فلسطين وحدها فجميع العرب والمسلمين لا يرضون بفلسطين دون القدس .. وعلى اسرائيل ان تفهم هذه الرسالة وان تعمل بعقل لحل هذه المشكلة ..


ونحن ندرك ان مثل هذا الامر صعب على اسرائيل تنفيذه .. كون القدس يحمل ارثا لديهم وان لديهم ايضا يهود متطرفين لكن كما هو الحال عندهم هو ذات الحال لدينا .. ولا اظن من صالح شعوبنا ان تبقي هذه المشكلة للابد دون حل .. وعلينا ان نلتفت للبناء والاعمار والتسامح والحب ..


ونحن ندرك ايضا ان في اسرائيل وخارجها يهود منصفين طيبين بعضهم عاش معنا وعرف عادتنا وتقاليدنا وفهم الاسلام فهما صحيحا ولا يرضون بما تقوم به اسرائيل من قتل ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم يريدون ارضهم ويريدون تحقيق قيام دولتهم الفلسطينية وهو حق لكل الشعوب التي تغتصب اراضيهم ..


نحن في هذه الايام الطيبة الكريمة النورانية ندعو الله سبحانه ان يحرر القلوب جميع القلوب من اثام الشر والتطرف والعصبية وان يحقق السلام لجميع الشعوب والدول وان تحقن كل الدماء البريئة التي تسفك دون ذنب اقترفته

اطبع هذه الصفحة
من فضلك شارك هذا الموضوع مع اصدقائك

تعليقات

اقرأ أيضا :

سر رقة البنات بالهاتف

سر تشابه الناس

هل صفات الحيوانات حقيقة

هل زوجتك خائنة

اصنعوا الحياة

هل للحب سرا

عيون المرأة ماسر سحرها

البويات سلوك وعلاج

هل كنا في الارض قبل خلقنا