نحن الشباب لنا الغد

هذه الانشودة مالت لها قلوب الامس ... وتعلقت بها نفوس الاباء والاجداد ... لكنها اليوم لا تعني لنا شيئا ... فنحن الشباب لنا الغد ... لم يعد الغد له مجد ... او حضارة او له رؤية واضحة ... فكل شيء اختلف .. كل شيء اصبح غامضا ومرعبا ... ليس في وطننا العربي فحسب ... وانما في كل اقطار الدنيا ...

لا توجد ارض بها ناس حتى لو كانوا اهلها افرادا ... دون ان تعاني من مصائب ومشاكل وقتل ودماء ... حتى اصطبغت دنيانا باللون الاحمر وتشكلت على هيئة غيمة رمادية .. فلا تمطر ولا ترحل ...

اصبحت همومنا بثقل الجبال .. واصبحت نفوسنا ضيقة كخرم الابرة .. واصبحت عقولنا مغلقه فلا تفكر ... حتى اطفالنا لم يعودوا كأطفال الامس .. خلعنا من قلوبهم طهارة الطفولة .. واسمعنا اذانهم دوي الرصاص والمدافع .. وبدلا ان يروا الالعاب والمراجيح .. يرون القتلى والجرحى والهروب من نار كان يمكن ان لا تندلع ...

لم يعد المال يكفي احتياجاتنا .. ولم يعد البيت مقرا لامننا ... حيث ينهب المال تجار الطمع والجشع ... وتغزوا بيوتنا الاجهزة الذكية من هواتف وغيرها ,... وكل ماعلمنا طفلنا شيئا ... تعلم اشياء واشياء دون ان ندري او نعلم .. فلا الزوج اصبح سيد بيته .. ولا الزوجة اصبحت سيدة بيتها ... ولا الابناء اصبحوا يلوذون بأسرهم .. فالكل في شتات

نقاتل من يخالفنا ... ونتمادى فيمن يسكت عنا ... وننهب هذا ... ونعتدي على هذا .. ونهتك عرض هذا ... فأصبحنا في غابة .. لا ندري من يفترسنا .. ولا نعلم من يتصيدنا ... فنقع مره .. ونفلت مره .. قلق في قلق

لقد كان لنا امننا منذ قريب ... عندما كنا نخاف رب العالمين .. ونتبع منهجه ...  لكننا اتبعنا اصواتا تعالت تطلب الحرية والانطلاق .. وكأن الاديان تمنع العلم والانطلاق ... وهانحن اليوم من اسلام ومسيح ويهودية منطلقين كالصاروخ ... فكل شي اصبح سهلا .... فماذا حصلنا من فائدة على هذا التطور الذي هدم مابناه الاجداد .. وخرب ماتعب به الاباء ... فاي الطريقين كان  اصلح للانسان .. طريق الامس ام طريق اليوم

ماذا قدمت هذه الحرية لنساء اليوم .. لقد اصبحت فتياتنا عانسات .. بينما كن في الامس يتزوجن وهن في سن صغيرة .. وحتى المطلقه يأتيها نصيبها .. فقد تزوجت نساء الامس المطلقات ومن كان لديهن اطفالا تزوجن شبابا لم يتزوجوا من قبل .. اما اليوم ... فالزوج سلعة نادرة .. واصبحت بناتنا يكبرن امامنا ولا نستطيع ان نجد لهن زوجا ...

لقد جاء الغد وتمكن الغرب من صنع حضارة مادية خدمت الانسانية لكنها في المقابل هدمت الترابط بداخلهما .. فاصبحت المسافات قصيرة والاسرار مكشوفة وكل ماتهفو اليه النفس متوفر دون النظر او الاهتمام للنتائج .. فكل الاهتمام منصب على حرية الانسان دون وضع ضوابط لهذه الحرية او لهذا المسار الذي لم تحدد هذه الحرية معالمه

ماذا فعلت لنا الحرية وماذا قدمت لنا سوى الخراب والدمار والمشاكل والهموم ..... ترى هل هذا ماكان يريده شباب الامس عندما قال نحن الشباب لنا الغد .. هل هذا هو الغد ... ام ان هناك غد اخر لا نعرفه .... الجواب عند من كتب هذه الانشودة



اطبع هذه الصفحة

تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم ..
    البوست صعب التعليق عليه كل ما تتكلم عن موضوع تفاجئني بالانتقال لموضوع آخر من تربية الأبناء .. لوسائل الإتصال مرورا لعزوف الشباب عن الزواج ختاما برتباط كل ماسبق بالدين ..
    ختاما كما بدأت بنحن الشباب لنا الغدو ..

    لا أظن ما نحن عليه يمثل العالم الوردي الذي كان الشاعر يعنيه بنفس لوقت لكل عصر وزمان ناس هم أهل هذا الوقت بتطوره .. بأخلاقه الحميده بمشاكله .. بسوء طباعه ..
    مثل مافي شر وسوء أكيد في خير وحب وعطاء بشكل جميل وإنجاز .. هي حزمه متكامله .. تختلف النسب بين أقسامها من فترة لأخرى .. لكن أجزم إن الخير موجود ..

    متفائله بالغد كما يجب أن نكون جميعا .. متقائله برحمة ربي الذي وسعة كل شيء

    تمنياتي لك بغد جميل ..

    بعثت لك إيميل من جم يوم ومازلت انتظر الرد

    تحياتي

    ردحذف
  2. الجودي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    لا احد يفقد الامل .. فجميع المجتمعات الانسانية مرت بظروف قاسية .. زالت بها دول .. وسادت بها دول .. وتغيرت الاحوال بها .. مع ذلك عاشت الامل .. نحن نتكلم عن مرحلة قاسية من مراحل الانسانية يعيشها اليوم .. وهذا لا يعني انها حالة غير قابلة للتحول للاحسن .. هي نظرات تختلف من متابع واخر .. ومنظور انساني يختلف في تناوله وبحثه من شخص لاخر .. مع ذلك تبقى الاماني والاحلام الجميلة مستمرة استمرار الحياة

    شكرا للمشاركة

    ردحذف

إرسال تعليق

اقرأ أيضا :

سر رقة البنات بالهاتف

سر تشابه الناس

هل صفات الحيوانات حقيقة

هل زوجتك خائنة

اصنعوا الحياة

هل للحب سرا

عيون المرأة ماسر سحرها

البويات سلوك وعلاج

هل كنا في الارض قبل خلقنا