حديث الفجر ذكاء حرف

تتميز الكاتبة حديث الفجر عن غيرها برقتها ... وبطريقة سلسة تجذبك نحو حرفها .. كانت هناك فرصة لكم للتعرف عليها قبل ان احاضر لكم  عنها .. ولا شك ان من زار مدونتها من قبل .. او ... خلال اليومين الماضيين .. شاهد وقرأ ماتكتبه هذه البنت .. وتعرف على سلوكية ونمطية فريدة لكاتبة تبحث وتكتب وتقول وتشاهد ...  لتنقل كل هذا ... في حرف جميل ..

لكن ... من الاهمية ان نتعرف عليها عن قرب .. ترى ...  ماذا تقول هذه الكاتبة في تعريفها عن نفسها .. اقرأوا معي ماذا تقول (( اتقلب هنا وهناك .. لعلي اجد بعضا مني .. فألملم بقاياي .. بمحاوله لتجميع نفسي.. و تكوين ذاتي .. و كي استطيع نطق " انا " دون ادنى شك مني )) ...  اذن ... التقلب هو ما أشرت اليه اعلاه عندما تكلمت في بحثها ... ونفهم من هذا ... ان تكوين الذات ليس هدفا .. فهي تعرف انها تلملم بقاياها .. في محاولة منها لتجميع نفسها .. ويعني هذا الكلام ... ان البقايا هي ماقرأته وتعلمته وفهمته وأدركته .. والتجميع .. هوالبحث المقبل في الاستزادة .. اما في قولها  ( كي استطيع نطق انا ) .. فكلمة انا هنا في هذه الفقرة ... تعني الكل وليس فرد .. لان من يبحث ويتعلم ويجمع بقاياه .... لا يمكن ان يكون بعيدا عن مجتمعه او محيطه .. فهومعطاء دون شك .. كما قالت ( كي استطيع نطق انا دون شك مني )  وكلمة ( مني )  تعني انت .. فمن الذي يشك .. الشك هنا تعني القدرة .. وهي تعلم انها قادرة .. فهي تتقلب هنا وهناك وهذه قدرة .. وهي بين هذا وهذا هناك الحلم والامل ... في قولها ( لعلي اجد بعضا مني .. ) والبعض هذه .. لها عدة معان ..

 لبعض هو الظاهر .. والبعض الاخر هو المخفي ... اذن نفهم من تقديم نفسها انها تتكلم في امر ظاهر .. وهذا الظاهر هي .. البساطة ... في تعريف ذاتها .. لكن ... انتبهوا ... المخفي هل هو كذلك ... هذه البنت ذكية .. فهي تتلاعب بالحروف .. سأتكلم عن المخفي .. ولكن قبل ان اتكلم ... يجب ان ندخل في عمق فكرها .. ولنتعرف على ذكائها .. كي ندرك ان البساطة التي قدمتها .. تعني ماذكرناه لكم هنا .. انها قادرة على تجميع  نفسها .. انها تبحث .. الخ .. من يقرأ هذا الكلام .. في ظاهره البساطة مثلما اشرنا .. لكن ... تعالوا معي لنقرا معا هل فعلا تعني البساطة ... تقول حديث الفحر في مقالتها الجديدة التي نشرتها في مدونتها .. تقول في بدايتها ..

اتسلل في منتصف الليل ..

امشي بخفه على اطراف اصابع قدمي ..

آثرت عدم لبس اي خف يغطيها ..

حتى لا احدث اي صوت بسيط ..

اقفز قفزات صغيره وانا انزل من الدرج ..

بخطوات تشبه خطوات اللص البارع ..

و بين اضلعي احتضن طفلي* الصغير ..

وبوشاحي القطني الخقيف المطرز يدويا بخيوط من الحرير ..

اغطي صغيري العزيز ..

هذا مقطع مختار من مقالتها ... وعليكم ان تقرأوه كاملا .. حتى تفهموها .. طيب .. لو انهينا هذه المقالة .. سنتفاجأ .. ان طفلها الصغير هو لابتوبها .. اخذتنا في مشهد ادبي رفيع وجميل وسرحت بنا شمال ويمين .. ثم وش طلعت النتيجة ..  طلع ( ظهر ) الصغير ماهو الا لابتوبها .. وغيره من الكلمات التي ظهرت في غير التي ظنناها .. طيب .. ماذا يعني هذا .. يعني .. عندما قالت في تقديم نفسها هكذا (( اتقلب هنا وهناك .. لعلي اجد بعضا مني .. فألملم بقاياي .. بمحاوله لتجميع نفسي..)) فهي تتقلب على ماذا .. وتلملم ماذا .. وتجمع ماذا .. هي تتقلب بفكر وفهم وذكاء ... وتبحث كما قلنا كي تجمع علوم .. والبقايا ... هي ... ماسنقرأه هي وليس نحن .. فيما بعد عندما تدرك انها وصلت .. طيب .. هذا تفسير مبدئي ... لكن ...  ماذا نقرا اكثر لنغوص في فكرها .. ونرى هذه اللمحة في نظرتنا لها .. تقول في احدى مقالاتها  :

يرن المنبه المزعح للمره الالف بعد المليون ..

ويشير الى الساعه 7:30 :\

بمعنى اخر ... " بييييييه وااايد تاخرنا "

لاحظوا ... كلمتي ( بمعنى اخر ... )  تكلمت عن المنبه المزعج .. وعددت مرات رنينه .. ثم اشارت الى الوقت .. كل ماذكرته تريد منه  ماذا .. تريد ... ان تفهمنا ... ان هذا المنبه المزعج .. جاء في غير وقته ... لكن ...  ليه هذه الجملة الاعتراضية ... في قولها ( بمعنى اخر )  اذن هناك شيء اخر .. ماهو الشيء الاخر .. حين نقرأ الموضوع نجد ان الموضوع يدور حول (( قد تفاجأ وانت تتمشى بسيارتك الجديده التي لم تكمل العام بعد .. بوجود "مطبه شكبرها )) ... اذن ... نفهم .. ان مع كل هذا الازعاج .. وبهذا الوقت المبكر ... هناك ماذا .. هناك مطبة شكبرها .. هل رأيتم كيف تتلاعب بالالفاظ ... وفي مقالة اخرى كتبت تقول ...

.

سيدي حضرة الشرطي ..

اريد ان ابلغ سيادتكم عن فقدي ..

و بنبرته القويه الصارمه وملامح وجهه الجامده

 من هو الشخص المفقود يا انستي ؟؟

ذاتي  .. لا اذكر اين تركتها .. لقد اضعتني

سيدي سيدي ارجوك .. ساعدني ..

طيب .. شوفوا الترابط ... هناك تقول .. يعني في تعريفها لنفسها تقول (( اتقلب هنا وهناك .. لعلي اجد بعضا مني .)) وهنا في هذه القطعة من موضوعها ... تقول ..  (( اريد ان ابلغ سيادتكم عن فقدي )) .. في الاولى ... تقلب وأمل ... بان تجد بعضها منها .. لكنها في الثانية ... تقول ... اريد ان ابلغ سيادتكم عن فقدي ....  اذن هناك ملامح تتقارب وتتباعد بذات الوقت .. من فقدان وتقلب .. لكن الاثنان اشتركا في ماذا .. الجواب .. اشتركا ... بنفس الابتوب اللي اوهمتنا انه صغيرها ... اللابتوب الاول كان طفلها الصغير .. واللابتوب الثاني كان فقدانها لكنها في توهانها الثاني ابلغت السلطة .. .. والسلطة هنا هي ماذا .. هي سجن حريتها .. ورمزت اليه بالشرطي .. سأكتفي بهذا القدر .. فقد قدمت لكم نموذجا لخواطرها التي تترابط بشكل مذهل ... مع فقرات ترسم بدقة يتوه بها من يقرأ لها .. ويدهش لجمال حرفها .. هناك كلمة اخيرة ..ان هذه الكاتبة حساسة جدا .. فهي قد تضحك في رد .. ثم تغضب من رد .. ثم تتجاوب مع رد .. ثم تتجاهل بعض الرد .. انها متقلبة كما شخصت نفسها .. وهو تقلب ادبي ثقافي رائع ...