سحر مداخل الكلام وفن التغيير

كلامنا هو اداة تخاطب بين الاخرين .. وكل منا له اسلوبه وطريقته في الكلام .. لكن هناك شيء يتميز به الاخرين .. وهو في طريقة حواره وسرده حيث يمتلك فنا لا يمتلكه الطرف الاخر .. اما عن طريق علم اي درسه وفهمه وتعلمه او عن طريق الفطرة .. وفي هذا الفن سحر وابواب .. وقد يقوم بهذا الشخص بالتاثير على الطرف الاخر بشكل لا يدع له مجالا للرفض .. او .. النقاش ..  او .. الاعتراض .. وحتى نفهم هذا الامر .. علينا ان نبدأ في طريقة فهمنا للكلام .. وهو ان كلامنا يعرض على االعقل الواعي فيدرك المعاني ويأمر بالرد .. لكنه لا ينظر في غريب الكلام .. يعني هو يأخذ الفقرة بكاملها ولا يجزأها .. ومن يفهم هذا الفن يعرف كيف يسحر الاخرين .. الا ان المشكله هنا .. هي .. في العقل الباطن .. وسأتكلم عنه فيما بعد .. الان .. لنجري هذه التجربة لتفهموا الموضوع ... وطبعا هذه التجربة او هذا الحوار ممكن ان يدار بشكل اكثر دقة واكثر ذكاءا .. لكني كتبته هنا بشكل واضح وبطريقة ممكن الواحد ينتبه لها لتفهموا الموضوع فقط .... طيب ... لنفترض ان شابا يكلم خطيبته .. فيبدأ هكذا :

هلا والله

هلا فيك

شلونج شخبارج

تمام انت شلونك 

( فلاش ) ماشيه معاي امس اتصلت فيج

متى

مدري ماتذكر بس يمكن الساعه وحده بالليل

وحده ... انا كنت عند التليفون

مدري يمكن وحده او ثنتين  ( تمره ) المهم ماعلينا شمسويه

الحمدلله تمام

لاحظوا الان ... ان هذا الشاب ذكر كلمتان هما فلاش وتمره .. لكن الفتاة لم تنتبه لهما .. نواصل الحديث :

الا قوليلي

شنو

شريتي ملابس للعيد

لا بعد .. توناس

( رفيجي ) عاد تصدقين من امس اختي فراره بالسوق

كل شي غالي

اي ادري .. بس على قولتها تبي تشوف حق العيد ..  ( ابوي ) حتى انا قلت لها توناس من الفطور طالعه

انا يمكن الاسبوع الجاي بروح السوق

نلاحظ في الحوار الثاني ان الشاب ذكر كلمتان هما رفيجي وابوي ولم تنبته الشابه لهما .. طيب .. لنفترض ان الشاب استمر بالكلام معها بدون ان يضيف اي كلمات اخرى سوى الكلمات الاربعه .. فماذا يحدث .. انتبهوا .. بعد شوي راح تقول له البنت هذه الجمله

انت شفيك اليوم

ليش شفيني

مدري احس جن فيك شي

لاحظوا الشاب كلامه عادي لم يخرج عن المألوف سوى باربع كلمات فقط  .. ثم استمر في حديثه العادي معها .. طيب ليه البنت قالت له بعد فترة ان كلامه مو طبيعي .. السبب .. ان العقل الباطن يحفظ الكلام .. والعقل الواعي يفهم الكلام ويرد .. لكن الاربعة كلمات اللي حفظها العقل الواعي وجد فيها شي غير مألوف .. فماذا فعل .. بدأ ينبه العقل الواعي .. ان ترى فيه كلمات غريبة .. ولان العقل الواعي مو منتبه لهذه الكلمات ... فمايقدر يستدعيها عشان يعرفها .. فماذا يفعل .. يبدأ بطرح الاسئله 

انت شفيك اليوم

ليش شفيني 

مدري احس جن فيك شي

طيب ... هذا المثال ماذا يعني .. يعني اننا ممكن ان نرسل رسالة قلق لشخص ما من خلال كلمات متقطعة في فقرات لا ينتبه لها العقل الواعي .. فيحصل تشويش للبنت او الشخص المتلقي .. من هنا يمكن لهذا الشخص ان يستغل هذا التشويش ... فيبدأ في حديث اخر .. لكن بدل ان يدخل كلمات غريبة .. ماذا يفعل ..  لنقرا الحوار معا ولكن بشكل اخر :

انت شفيك اليوم

ليش شفيني

مدري احس جن فيك شي

انا الحين اللي فيني شي

مدري احس جذيه

انتي اصلا اللي مدري شفيج من طلبتج ذاك اليوم الشغله ( ويذكرها ) وانتي مدري شصاير فيج

هنا .. تغير الموضوع كلية ... ليه .. لان العقل الواعي قفل تنبيهات العقل الباطن .. ليه .. لان هناك موضوع احست فيه البنت بتوتر العلاقة ولانها تحبه ..تبدأ في الميل لمراضاته .. متناسية تنبيهات العقل الباطن ...

نفهم الان ان هناك تلاعب بالكلمات بحيث ندخل كلمة غريبة في فقرة ويمكننا ان نرسل رسالة من كلمات متقطعة في عدة فقرات بحيث تشكل معنى فقرة كاملة .. وهذا الشي كان يحصل ايام زمان .. ايام المراهقه في الاربعينات والثلاثينات من القرن الماضي .. كان الشباب لا يستطيعون مقابلة الفتيات ولا الكلام معهن فماذا يفعلون .. يشترون قصة ثم بالقلم الرصاص يضعون خط على كلمات معينة والبنت تاخذ هذه الكلمات وتركبها فتصير رساله وتقرأها وتفهم معناها .. هذا بالضبط ماتفعله هذه الكلمات المتقطعة في فقرات الخطاب لكن الفارق .. ان العقل الباطن والواعي في موضوع مراهقة زمان متفقان ومتفاهمان .. لكن في الثانية مختلفان ..

اطبع هذه الصفحة