وفي عز الكلام .. سكت الكلام

شخصيا لم اجرب او اهتم بالحب مع الطرف الاخر .. فهو ثانوي في حياتي .. ولا اسعى اليه او اريده او ابحث عنه .. لكني اكتبه واعيشه مع القلم .. وشخصيا تأثرت كثيرا في دراستي بعد ان عرفت اسباب الحب علميا ونفسيا وانه لا يتجاوز لحظه او لقطة تم تصويرها في العقل الباطن ويظل العقل الواعي يبحث عنها .. انه شيء كامن يظهر فجأة

حسنا .. ان للموضوع اهمية وليس موضوعا شخصيا .. سأشرح ذلك .. الحب هو اشبه بلقطة من كاميرا بيدك تلتقط حركة او صوتا او اي شيئا اخر ملفت للنظر .. لكن العقل الباطن لا يحوله الى ملف حفظ لكنه يحوله لمركز الجمال في المخ ويحفظ هناك .. هذا يحصل في بدايات العمر .. وسأعطي دليلا

قد تعرف شخصا .. او قد تعرفين صديقه تحب شخصا .. هذا الشخص لونه ابيض وطويل وجميل .. وفي يوم وانت تدخل معه في مجمع ..  تقول هذه الصديقه .. اوالصديق .. لك او لكِ .. انظري لهذا الشخص انه يشبه حبيبي .. فتنظرين لهذا الشخص .. فتجدين ان هذا الشخص قصير وحبيبها طويل ... وهذا الشخص اسود وحبيبها ابيض ... فكيف اتفق هذا الشبه بينه وبين حبيبها

الجواب .. انها احبت حركة .. هذه الحركه او اللقطة متى ماظهرت لدى اي شخص فان القلب يخفق له .. هذا علم .. نرجع لموضوعنا .. قلت اني شخصيا لم اجرب او اهتم بالحب مع الطرف الاخر .. وهذا امر شخصي ... لكني اكتبه هنا لسبب علمي .. فاقرأ من فضلك فربما تجد شيئا لم تقرأه من قبل .. هذا كان في بدايات الدراسه وبعدها .. وحصل مره .. بعد انتقالي للسنة الرابعة .. اني كنت في كافيه .. ولفت نظري فتاة تجلس وحدها

شعرت فجأة بشي يجذبني اليها .. استغربت .. وحاولت اشيح وجهي عنها ... لكن كل شي تسمّر نحوها .. ثم خرجت هذه الفتاة ونسيت موضوعها .. لكني التقيت بها صدقة في مكتب العميد .. فتسمّرت في مكاني واخذت انظر اليها ... وشيئا ما يخفق بداخلي .. هذه المره .. قررت ان اعرف السبب

ترى ما الذي جذبني نحوها .. جلست بغرفتي بالليل وبيدي قلم .. واخذت ارسم ملامح هذه الفتاة ... وجهها شعرها كل شي .. فاستغربت اكثر .. اني حفظت كل ملامحها .. فذهبت للدكتور الذي يدرسني مادة الترسيب والتهذيب .. وعندما شاهدني ... ابتدرني بسؤال عن المجلة التي اشرف عليها بالكلية ... لكني جلست .. وقلت له ..استاذ انا احب

 فاندهش وابتسم ... وقال .. وكيف اخترتها من عشرات البنات في الكلية .. قلت له .. لم اخترها ولا ادري كيف دخلت قلبي .. فاهتم بالموضوع .. وسألني .. ولم انت قلق .. قلت .. الحب هو زواج وانا غير مستعد .. فابتسم ... وقال .. وهل وصل الامر بك انك تفكر بالزواج منها .. قلت .. اليس هذا هو نهاية الحب .. قال .. ولم لا تكون مثل قيس ... تعشقها وتحبها وتكتب بها اشعارا

فسكت .. ويبدو ان الدكتور ادرك ان اجابته لم استصغها .. فقال .. حسنا .. ماذا تريد مني .. قلت له .. انت استاذ الترسيب اشرح لي هذا الحب المفاجيء الذي دخل قلبي .. قال ... لا ... بل انت الذي يجب عليك ان تعرف الجواب .. اذهب وراقبها واكتشف بنفسك .. الم ادرسك فقرة تقول .. حرّك يدك وسأل نفسك لم عينك تنظر لحركتك .. قلت .. نعم ... قال ... انطلق ..

فذهبت ابحث عنها حتى وجدتها .. فاخذت اراقبها .. لم اجد شيئا .. كل مافيها يحرك قلبي .. لكن فجأة غيرت اتجاهها واقتربت مني .. كنت قد لمحت وجهها وحفظته ... لكن هذه المره رأيتها بصورة ادق .. فوجدت ان عيني تركزت على حواجبها ..

ياالله ماأجمل حواجبها ... انها اشبه برقم 8 بالعربي .. اذن .. هنا تكمن الحركة .. فذهبت سريعا افتش بين البنات .. لم اكن انظر اليهن من قبل .. وتفاجأت اني وجدت فتاة اخرى خفق قلبي لها .. انها تحمل نفس الحواجب .. وجدت الجواب لكن ... مالذي يدفعني بان اعشق كل شي فيها .. ذهبت للدكتور ثانية وشرحت له مارأيت وسألته عن سبب عشقي الكامل لها ..

فقال .. عندما تعشق نوع من الطعام .. فهل تأكله كله .. قلت ... لا .. قال .. فان ابقيته ولم تأكله كله .. فهل يعني هذا ان الذي لم تأكله ترفضه ... قلت ... لا .. قال .. ان عشقك لحواجب رقم 8 سحبت معه كل الاشياء الاخرى .. قلت .. هل هذا هو الحب .. فهز رأسه ..

قلت .. لكن قد يعشق الرجل الفتاة الجميله ... او الفتاة الصالحه الطيبه ... او الفتاة الغنية الخ .. فقال هذا حب مصالح .. تعشق الفتاة الجميلة لانك اناني تريد جمالها فقط .. لكن عندما يعشق عقلك الباطن فالامر مختلف .. نحن نعشق المرأة الطيبة او العفيفة او الكريمة او ذات السمعة الطاهرة لاننا نضمن اسرة صالحة وهذه مصالح .. تبني عليها قيام مجتمع صالح فيما بعد ..

قلت .. هل تعلم شيئا استاذ ... قال ... تكلم ..  قلت .. علومكم كسرت شيئا من الجمال في نفسي .. قال .. هل تعلم ان الشعراء هاموا في القمر .. وتفاجأوا عندما نزل الانسان فوقه ... انه قمر ميت وصخور اشبه بالزجاج .. نظرت اليه ولم اتكلم 

اطبع هذه الصفحة