صوتك الداخلي من اين يأتي

الانسان في مظهره الخارجي جسد يتكلم .. وفكر يتعلم .. ومساحة مخصصة له .. واسم يعرف به .. ومكان يسكن فيه .. لكن في مظهره الخارجي علم .. اي تصنيف لوجود .. فانت عندما تشاهد شخصا تعرفه .. فانت تدرك على الفور ... بانه حي وموجود .. وله شكل وكيان .. ولو ان شخصا ما قال لك هذا الكلام .. لسخرت منه .. لانه كلام بديهي لم يشغلك من قبل ...

 لكن هذا الشكل والكيان يخفي بداخله دولة .. وهي دولة تضج بمليارات من العوامل المساعدة للفكر وللحياة وللكيان .. وكل هذا الوجود لم تره قبل ولادتك ولن تراه بعد موتك .. فهو .. اي هذا الوجود كله مرتبط في حياتك .. فان مت طويت الصفحة .. وكأن الكون في حياتك لم يكن .. وتعالوا ننظر في هذا الامر .. وأسألكم هذه الاسئلة  .. منذ 200 سنه اين كنتم .. لن احصل منكم على اجابة .. طيب .. منذ ملايين السنين اين كنتم .. وهذه ايضا لن احصل منكم على اجابة .. لكن في عدم وجودكم .. هل كان الكون موجودا .. الجواب ..  نعم .. .. اذن .. فان كون الكون في كيانك .. هي .. سنوات عمرك ..

فان انتهت فلا طلعت الشمس .. هل يهمك ان تطلع الشمس وانت لا تراها .. كقول الشاعر فان مت فلا طلعت الشمس ..  والانسان تاريخ .. يقول الله سبحانه ( هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) انتبهوا لقول الله سبحانه هنا ( لم يكن شيئا مذكورا ) .. اي ان هناك تاريخ .. والله سبحانه اعلم .. فالانسان لم يكن شيئا مذكورا في التاريخ .. اذن التاريخ موجود قبل الانسان .. وليس لان الانسان غير ذي اهمية .. بل هو خليفة الله سبحانه في ارضه .. ولكنه في ذاك الحين من الزمن لم يكن شيئا مذكورا في التاريخ .. والله سبحانه اعلم ..

وقد استغربت الملائكة عندما اخبرهم الله سبحانه بانه سيجعل في الارض خليفة .. فقالوا .. ( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) .. فرد عليهم الله سبحانه بقوله ..  ( اني اعلم مالا تعلمون ) .. الملائكة لهم العلم الظاهر من خلق سابق كان شريرا .. لكن علم الله سبحانه يفوق علم خلقه .. ولان الانسان سيكون خليفة الله سبحانه في ارضه ... فانه سبحانه زوده  بكل شيء يجعله صالحا لهذه الخلافة ..

واهم هذه الاشياء الفكر .. وربط الاشياء والتعلم والذاكرة وغيرها من علوم النفس .. هذه مقدمة .. نأتي الان للنفس البشرية ذاتها .. هي نتاج مجموعة اعصاب وخلايا وغيرها .. وجميعها تعمل ضمن منظومة هائلة جدا تتطور في كل ساعة .. فكان العقل الواعي ثم العقل الباطن .. ثم ... انتبهوا ... شيئا ما بين العقلين .. فالعقل الواعي يمكنه ان يصنع شخصية .. والعقل الباطن يمكنه ان يصنع شخصية .. فماذا لو ان الاثنان لم يصنعا اية شخصية .. ماذا يحدث ..

 الذي يحدث .. ان حدث ما .. يقوم بأخذ افكار العقل الباطن وما يحفظه من كم هائل من معلومات ... ثم تؤخذ هموم العقل وفكره .. وتصنع شخصية جديدة .. هذه الشخصية تقع بين الاثنين .. بين العقل الباطن وبين العقل الواعي .. هل اعيد .. نعم يستحسن .. قلت ان شيئا ما .. يتكون بين هذين العقلين يأخذ منهما ماذكرت لكم .. وكلاهما اي العقلين يقوما بتغذية هذه الشخصية فيما بعد ..والتي صنعت نفسها بنفسها .. لكن هذه الشخصية لا تظهر على ارض الواقع ... مثل انفصام الشخصية .. هي مخفية داخل النفس .. ولا يسمع صوتها الا الانسان ذاته ..

فاذا زعل مثلا من فلان .. حدثته هذه الشخصية فتقول له ( ليه زعلان الدنيا ماتسوه بالعكس يمكن يكون عنده ظروف يمكن عنده سبب .. الخ ) هذا الكلام المسموع يأتي من اين ... يأتي من العقل الواعي .. ليه .. لان العقل الواعي لا يأخذ من العقل الباطن في هذه الحالة معلومة .. .. لكنه يستند الى حكم .. طيب .. هنا يتدخل العقل الباطن ويقول له ( عاد تبي الصراحه صاحبك ماعنده سالفه انت تذكر سالفته معاك  من قبل نفس الشيء كررها مره ثانيه )  ليه هذا الكلام .. لان هذا صوت العقل الباطن ..

ليه .. لانه يأتي من ذاكرة عملاقة هائلة .. يعني العقل الواعي يتكلم عن حكم والباطن يتكلم عن معلومات .. فاذا سمعت صوتك الداخلي يتكلم بعقلانية  .. فماذا يعني ... يعني ان الذي يحدثك هو من ... هو عقلك الواعي .. وان سمعت كلاما يسم البدن فاعلم ان هذا هو كلام العقل الباطن ..

وهي كلها ارهاصات الارهاق والتعب والظروف التي قد يمر بها الانسان ... هل عرفت الان من هو صوتك الداخلي ومن أين يأتي 

اطبع هذه الصفحة

من فضلك شارك هذا الموضوع مع اصدقائك