شنطتي علمتني

عندما كنت في الابتدائي ... كنت احرص شديد الحرص على اقلامي ومحاياتي وكراساتي وشنطتي .. وعندما ينتهي دوام المدرسة .. اجلس بالخارج انتظر ابوي ... فكنت احرص على ان تكون شنطتي امامي او قربي او احملها على طهري .. وكان هناك ولد معي بنفس الصف .. كان يسخر من هذا الشي ويدعوني لترك الشنطة واللعب معه ... .. فكنت اتردد .. لكن مع الوقت فعلت .. ثم بدأت لا اهتم بالشنطة .. ولا بالاقلام ولا بالمحايات ولا حتى بالكراريس ..

ولم تنتبه اسرتي لهذا الاهمال الذي طرأ عليّ .. حتى فقدت كتابا .. فانذعرت اسرتي من هذا الشيء .. وسألني ابوي .. وين كتابك ... فارتبكت وخفت .. وكان من عادة ابوي اذا شافني مرتبك يتركني حتى اهدأ .. ويخفض نظره عني .. وسألني .. وين كتابك .. قلت له .. يبه مدري ..وانا اكاد ابكي .. فقال انت اضعت علم يانواف .. اللي يحسر كتابه ولا يهتم بالحفاظ عليه .. هذا يعني ان هذه المادة ليست مهمه عنده .. انزعجت اسرتي من هذا الامر انزعاجا شديدا ..

وعندما علم ابوي بسالفة الولد .. لم يحرمني من صداقته .. لكنه قال .. الفاصل بينك وبينه كتاب .. العب معه لكن .. ليكن علمك معك .. احمله على ظهرك .. وفعلت .. ومرت السنوات ... وفي يوم التخرج .. كان ابي حاضرا .. وعندما وصلنا للبيت .. طلب ابوي شهادتي .. فاعطيتها له .. فقام بلصقها ورا ظهري .. وقال ... حملت العلم .. واليوم تحمل شهادته .. وهي ثقيله برغم خفة وزنها .. ثم قال .. مااخبار صديقك .. قلت .. مدري عنه .. قال .. لو انك اضعت كتابا ثم كتابا ثم كتابا .. لضعت مثله .. ولقلنا اليوم .. وين نواف ... وين احلامنا فيه ...

 فقبلت رأسه .. فقال ... انزع شهادتك من وراء ظهرك .. فاليوم .. علمك امامك .. واصل يابني ... فواصلت .. وعندما حضر نقاش الماستر وغيرها ... سالني ... اين شهاداتك .. فسلمتها اليه .. فأخذها وعلقها في مكتبه .. وقال .. علمك هنا .. واشار لرأسه .. ثم قال .. وعلمك هنا .. واشار لقلبه .. ثم اشار للشهادات ... فقال .. الان .. الان فقط .. سيحمل هذا الجدار ثقل كتبك ..