دنيا كأنها يوم

شاهدت يوما رجلا مسنا جالسا تحت ظل يتفيأ ويرتدي ملابس عمال وياكل اكلا بسيطا وينظر للشارع وكأنه يخشى ان يراه مسؤوله وهو يتناول طعامه .. تسمرت في مكاني ونظرت اليه متأملا .. انه في السبعين من عمره .. وفي هذا السن يكون الجسد متعبا .. وتكون معظم وظائف الجسد بطيئة ولا تستجيب للانفعالات كما ان عضلات الجسد قوتها خاملة ..

 اقتربت منه فلما شاهدني خاف ووقف احتراما لي فأشرت له بيدي وانا ابتسم .. اكمل طعامك .. وسألته ماهي وظيفتك فرد بانه عامل في احدى الشركات فسكت .. واشرت له ثانيه بان يجلس ويكمل طعامه .. فجلس .. قلت له .. اين اولادك .. قال انه يعمل بالخارج وكان يرسل لهما المال ثم انقطع لان مصارف احتياجاته  تمنعه من ارسال مبالغ اليهما  ثم اردف ان لديه بنتا واحدة تعمل ومعاشها لا يكفي وهي غير متزوجه وعانس وتجلس مع امها

قلت له كم عمرك قال 60 سنه .. قلت له كيف قضيت ال60 عاما ولم لم تعمل ليومك هذا .. او تجمع شيئا لك ولاسرتك ..  فسكت ورمي الاكلة من يده.. ثم نظر الي وقال .. لم تسأل .. الناس اسرار يابني .. ودمعت عيناه .. فقلت له وقد تحشرج صوتي .. اسأل لاني اراك كأبي الذي احبه .. فقال .. ولكني لست اباك الذي تحبه ..

ثم نهض .. وقال .. مع هذا انا ناظر مدرسة ورجل مربي احلت على المعاش ولدي زوجة مريضة تحتاج لعلاج وابنة عانس تعيش مراهقة متقدمة لعل الله يرسل لها من يتزوجها ولم اجد وظيفة لكبر سني ولاني لم اعد استطع على صبر التعليم كما كنت افعل سابقا .. فلم اتقدم لاي وظيفة لاكون مدرسا وبلدنا وبلدكم به عشرات الالاف من الشباب الذين يحملون شهادات اعلى من شهادتي واكثر قدرة على التدريس

 قلت .. ولم لم تجمع مالا لهذا اليوم.. قال  ومن قال ان امس سيحضر اليوم .. ان امس واليوم هما ساعة واحدة من عمري .. لا ادري كيف مضت الستون السنه من عمري .. قلت له ماهو مرض زوجتك قال لديها مشاكل في الكبد وتحتاج لمصاريف لعلاجها فسكت ثم قلت له كم راتبك قال 90 دينارا

قلت كم مضى عليك في هذا العمل قال 3 سنوات قلت .. هل تقبل بان تعمل عندي .. فنظر الي .. وقال .. ماذا اعمل عندك .. قلت له .. تعلمني .. ماهي المادة التي كنت تدرسها فقال .. التربية الاسلامية .. قلت حسنا ان احتجت اليك سأجلس معك كي نرى ماذا لديك لنتعلم منك .. فسكت .. ففتحت محفظتي وسلمته كرتي وقلت له مر علي وسنكون اصدقاء .. ثم دسست له بعضا من المال وقلت له .. واما هذا فلاني اخذت من وقتك ومن عملك ومن راحتك .. لم يتكلم  .. وحضر الي في المكتب .. لكني لم اعينه عندي .. وهو الان مدرسا للتربية الاسلامية .. زرته يوما في المدرسة وانتظرته وحين حضر .. وقفت له .. فابتسم .. فقلت له .. قف للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا 

من فضلك شارك هذا الموضوع مع اصدقائك

تعليقات

  1. ماشاء الله جزاك الله خير

    ردحذف
  2. امين يارب

    وشكرا على المشاركة

    ردحذف

إرسال تعليق

اقرأ أيضا :

سر رقة البنات بالهاتف

سر تشابه الناس

هل صفات الحيوانات حقيقة

هل زوجتك خائنة

اصنعوا الحياة

هل للحب سرا

عيون المرأة ماسر سحرها

البويات سلوك وعلاج

هل كنا في الارض قبل خلقنا