تأملات في حياة شهريار الحلقة الثانية
قلنا في الجزء الاول من هذه المحاضرة حول اسباب قتل شهريار لزوجته الخائنة .. قلنا .. ان من هذه الاسباب .. انه اهينت كرامته وحرق قلبه وانداست مشاعره وهتك عرضه وغيرها من الاشياء الطبيعية التي تترتب على مثل هذه الجريمة مشاعرا وعاطفة .. .. وبالطبع مثل هذه المشاعر لن يسكن غضبها ولا ألمها في يوم وليلة .. فهي تزداد كالنار كلما خطر على ذهنه مشهد عريها بفراشه .. اي مشهد عري زوجته الخائنة .. وقبل ان اكمل هذه المحاضرة اريد ان اشير لامرين .. الاول .. الاعتذار لكم عن تأخري في تكملة الجزء الثاني .. حيث كنت قد كتبت لكم في الجزء الاول من هذه المحاضرة .. بان تكملتها ستكون السبت الذي مضى .. لكن بسبب ظروفي لم اتمكن من تنفيذ هذا الامر .. لذا وحب الاعتذار لكم .. وخصوصا من يتابعها .. والامر الثاني .. ان مصر العظيمة .. مصر التراث والحضارة .. برأت منذ ايام قصة الف ليلة وليلة من المجون ... فقد اصدرت احدى محاكم مصر حكما بتبرئة القصة من المجون والدعارة .. لذا عليكم ان تتصوروا اهمية هذه القصة .. وتتصوروا ايضا كم مضى عليها من وقت .. حتى نالت هذه القصة صك براءتها من تهمة المجون وغيرها من التهم التي اطلقت عليها طوال القرون الماضية .. بسم الله الرحمن الرحيم .,. نكمل المحاضبرة .. ان مثل هذه الجريمة ليست شرفا ولا رفعة ولا مكانة حتى يذكرها شهريار لقومه او لمن حوله .. فهو كتم هذا الموضوع الجارح لكرامته والمحبط لعزائمه عن الجميع .. لكن بالطبع هناك عيون واذان في القصر شاهدت وسمعت ونقلت خبر الخيانة وخبر قتل زوجة شهريار للشارع العام .. لكنه نقل غير رسمي .. وبتصوري الشخصي .. ان شهريار لم يلجأ لقتل النساء على الفور .. فهو لابد وان عاش حالة انهيار .. وايضا عاش حالة علاج .. لكنه علاج لا فائدة منه .. مثل علاج الصداع الناتج عن مرض .. فان المسكنات توقف ألمه لكن لن تعالح المسبب الحقيقي للصداع .. وقد اشيع عن القصة ان شهريار كان يأخذ بنات شعبه ويقتلهن ..لكن بتصوري ان هذا الشي غير منطقي لاسباب عديدة .. ان شهريار وهو في ازمته مع خيانة زوجته لازال حاكما على شعبه .. ولا يمكن ان يقوم بمثل هذه الجريمة خوفا من غضبة الشعب .. فقد يقتل مره ومرتين والف ولكن لا يمكن ان يقتل كل نساء المدينة .. هذا امر لا يمكن تصديقه .. والكثير من الناس اختلط او التبس عليهم الامر .. وحقيقة القصة ان شهريار لم يكن يقتل نساء المدينة .. لكنه كان يقتل الجواري منهن .. يعني يشتري جارية ويقتلها .. وهذه الجواري من سوء حظهن لا احد يدافع عنهن في ذلك الزمن القديم .. فهن اما سبايا او مخطوفات .. ولا يعرف انسابهن .. وهذا لا يقلل من شأن الجريمة ولا يقلل من شأن المرأة .. التي يجب احترامها وتقديرها .. ولكن هذه القصة وقعت في ظروف وزمن كانت المرأة وحتى الرجال يباعون في الاسواق .. وبتصوري الثاني ان زوجة شهريار كانت جارية وليست حرة .. والجواري والرجال ايضا ممن كانوا يباعون في الاسواق ليس شرطا ان تكون الوانهم سوداء .. فقد اشرنا ان بعض الجواري اخذن سبايا اي غنيمة حرب .. في حرة وذات نسب وقد تكون جميلة وبيضاء ولكن خسارة قومها حولتها لجارية .. اذن قد تكون زوجة شهريار جارية .. ولان هذا المسمى عند العرب قديما هو مسمى لا يحظى بالاحترام لدرحة ان الاب قد لا يعترف بابنه مثل مالك الذي لم يعترف بابنه عنتر .. اما لسواد لونه واما لان امه حارية ولا يريد لابنائه ان ينتسب اليهم اخ من جارية .. هذه افكارهم القديمة .. وشهريار يحمل هذه الفكر القديم .. فهو شعر بندم عظيم انه تزوج من جارية اهانت كرامته ولوثت عرضه .. فصب جام غضبه على الجواري .. طيب .. هذه الجرائم عرفتها المدينة .. من السمع وليست الرؤية .. لان القصة لم تذكر لنا كيفية قتل زوجاته .. وانما ذكرت ان مسرور العبد ( منسوبا للعبودية اي الرق وليس للون ) كان ياخذ الزوجة من شهريار صباحا ويقتلها .. لكن كيف واين لا احد نعرف .. طيب .. نحن ذكرنا بان من سوء حظ هذه الجواري ان لا احد يدافع عنهن .. فهل هذا الكلام صحيح .. الجواب لا .. ليه .. لان شهرزاد كانت تتألم لقتلهن .. فهي من بيت رفيع وبيت علم وثقافة .. وهي بنت وزير الحكم في قصر شهريار .. فماذا فعلت .. طلبت من ابيها ان تتزوج من شهريار .. طلبت منه بان يكلم شهريار لتزوجها .. انتبهوا جيدا معي .. نحن نتكلم عن زمن قديم .. وتصوروا بنت تطلب طلب من ابيها في ذلك الوقت مثل هذا الطلب .. حيث عرف عن ذلك الزمن ان النساء لا رأي ولا مشورة لهن .. .. هذا ماذا يعني .. هذا يعني ان هذا البيت المثقف سبق عصره .. وان ابيها كان رجلا حكيما متفهما .. وكان يثق في ابنته ويعرف قدراتها .. والا لما قادها لمصير هو يعلم قبل غيره ماذا سيكون مصيرها صباحا .. ويبدو ان شهريار فقد توازنه فيما بعد .. اي توازن الفهم والاستيعاب لديه .. وانه كان يسأل عن النساء ليتزوجهن .. والامر الثاني ان لا شك ان هذا الوزير كان يبلغ ابنته بما يفعل شهريار بنسائه .. المهم .. ان هذا الوزير كلم شهريار بطلب ابنته .. فوافق شهريار .. وتزوجها .. في الليلة الاولى .. انتبهوا معي رجاءا .. واي قاريء يتابع هذه المحاضرة اذا وصل لهذا الجزء ولم يفهم جيدا عليه ان يرجع ثانية ليقرأ ثم يعود حتى يفهم جيدا الترابط .. طيب .. في الليلة الاولى ارتدت شهريار اجمل ثيابها .. وعطرت نفسها بأجمل العطور .. ودخلت عليه في مخدعه .. فماذا وجدته .. وجدت شهريار جالسا على اريكه طويله متمددا مسندا ظهره على الاريكه ورافعا راسه بيده .. هذه ماذكرته القصة .. ماذا يعني هذا .. يعني ان شهريار لم يكن يميل للجنس .. وايضا يعني ان شهريار كان مستغربا من تصرف شهرزاد .. فهو على علم تام بان ابيها اكيد معلمها انه يقتل النساء صباحا .. فكان ييسأل نفسه هذا السؤال .. وش تبي هالبنت مني عشان تتزوجني .. هذه الجلسة كان جلست ترقب واستغراب .. حسنا ., هو الان شافها وهي شافته فماذا حدث .. نكمل ليلا ان شاء الله
اقرا ايضا ؛
تاملات في حياة شهريار /الحلقة الاخيرة
متابعين :)
ردحذفالحمدلله أننا لم نكن في ذلك الزمن،
بالتأكيد هو أمر مؤلم .. وإن كنا نقرؤه الآن ونستمتع به، ونحب سماع تلك القصص للترفيه والترويح
:(
ردحذفكتبت رد وانمسح ..انقطع النت..
محاولة للعيش مع النص مرة أخرى..!
مسألة إثبات أن زوجاته كن من السبايا مقنعة..
ووصفك لجلوس شهريار على الكرسي لا أعلم لم ذكرني بكرسي العلاج النفسي..
حلوة عبارة البيت المثقف سبق عصره..