المشاركات

حكايات مهازاد

بداخل كل رجل شهرزاد هو يحلم بامرأة جميلة تفهمه وتحبه ثم تطيعه هو يعيش ابضا اسطورة شهريار الملك الذي اعدم نساء مدينته والذي اعماه الغضب بسبب خيانة امرأته فلم يعد يرى سوى استرداد كرامته  .. وقد تتغير النظرات نحوه  لكن شهرزاد تظل في شعور كل رجل  لانها متفهمة رائعة ادركت مشكلة شهريار  فعملت على حلها .. لم ترفضه ولم تهرب منه وواجهت الموقف بشجاعة لانها حياة وقرار .. فعاشت الحياة واختارت القرار الصحيح ..  لم يكن شهريار ضعيفا لكنه كان مشتتا ضائعا بدروب غامضة .. فكانت قراراته انفعالية تحكي مأساة رجل قوي اختار القتل لاطفاء نار الغضب بداخله .. فجاءت شهرزاد تروي الحكايات .. اضفت على نفسها التاريخ والعبر لتكون بلسم جميل يهديء من روعه واضطراب ات نفسه فنجحت واستقام .. هي لم تمت  .. هي تعيش بين طيات كتاب الف ليله وليله فاذهلتني شهرزاد .. عشقت قصصها وحواراتها وذكائها .. همت بذكائها وسردها للمواقف والاحداث .. وعجبت من شجاعتها والزام ملكها بالانصات وقبول شروطها فهي تصمت عندما يصيح الديك وتنطلق في ليلتها التالية تروي الحكايات .. هي كالزهرة تتمايل وكالنحلة تتراقص وكالندى المنعش الجميل .. وعندما كبرت اخذت ا

الفكر النوراني

تطور الانسان الفكري خدمه في الامن الذاتي والامن الغذائي فهو مكنه من انشاء المجتمعات وعلمه التعايش السلمي مع بني جنسه .. ومنها تعلم اهمية التعاون والتكافل والاتحاد فبدأ بتكوين  المعاهدات والاتفاقات والمباحثات التي تصب جميعها من صالحه لكن هذا التطور الفكري برغم من نجاحه المادي لكن لم يوظفه في فهم وجوده الروحاني والايماني .. والذي يتطلب السمو بفكره الى رحاب اكبر واعلى وأوسع مما يتعاطيه في تعامله اليومي مع محيطه .. حيث هذا الفكر لا يبني قصورا ولا ينشأ جسورا في الارض وانما يبني الاخلاق بداخله ويرفعه الى درجات الايمان بالله سبحانه ومحبته وطاعته  .. لتصفو نفسه وتهدأ حيث يتهيأ للانتقال لحياة اخرى عليه ان يجتهد ان تكون حياة طيبة وسعيدة ..  وسبب فشله يعود ان الكثير من الناس تهفو نفوسهم الى ملذات الدنيا ومباهجها المحرمة من زنا وربا وسرقات وخمور ومراقص وغيرها ..  وكلها مغريات مؤسفة ان تغلبت نفسه على فكره الايماني والنوراني حيث هذه تقوده لانهيارات نفسية واجتماعية وامنية لن تمكنه من العيش بسلام .. نحن ندرك جميعا ان الفرد منا ينغمس في صراعات تتجاذبه فمره ينجح ومره يفشل وتبقى فرص كثيرة امامه بان يعيد

الوجود الغائب

كثير ممن نحبهم  متواجدين معنا بذكرياتهم  وبصورهم التي نستدعيها شوقا لهم ... لكنهم غائبون عنا لا نراهم الا في المناسبات  ... ولا نسمع اصواتهم الا عبر الهواتف .. اشغلتهم الدنيا عن احبابهم ... واحدثوا فراغا كبيرا في نفوس وقلوب من احبهم ... وأخلص لهم ويتحرق شوقا وهياما لهم .. غيابهم لم يمح وجودهم فكل شي يذكر احبابهم بهم .. مساحات لن تضيق عندما يستدعي المحب طيف محبه الغائب .. فيراه مرسوما على الجدران يشم عطره بكل مكان يسمع صوته ويحدثه ويبث له اشتياقه وحبه ..  الوجود باق حتى وان غاب عنه من نحبه .. فمساحات الذاكرة حبلى بصوره وحسه .. وربما اكثر من يتألم لهذا الوجود الغائب الوالدين .. فهذه الام التي افنت زهرة شبابها في تربية ابنتها وهذا الاب الذي طلق متعته وحريته وقيدها في تعليم وحب ابنته تهجرهما بمجرد زواجها .. تنشغل عنهما في الفسحات والسفر وطواف المطاعم والاسواق .. مخلفة ورائها فراغا مؤلما لمن احبها من قلبه واغدق عليها كل مشاعره .. حيث تخلع قلبهما غرفتها الخالية منها .. وتدمي مشاعرهما صوتها الغائب .. هذا الوجود مؤلم فهو وجود حسي وليس ماديا يؤلم النفس ويبكي القلب ويحزن المشاع

الحبكة القصصية

التاريخ والقصص والروايات جمبعها تتكلم عن ثلاثة  ..  اشخاص وزمن وحدث .. ويختلف التاريخ عن القصص والرويات بماذا ... بثبوت الحدث .. اي ان التاريخ ينقل حدث ما في زمن معلوم .. وهو حدث مدعم بشخصيات حقيقية ... لكن القصص والرويات التي تصاغ بخيال وفن الكاتب فانها تتكلم عن حدث مجازي في زمن غير حقيقي  .. واذا تم اسقاطه على زمن ما .. فانه يتم اسقاطه على حسب الظرف والمكان  او كرمز لحدث حقيقي متداول .. وفي القصص والروايات عبر وحكم وقضايا وفكر وعلم وثقافة .. وهي تتوقف على علم وثقافة كاتبها .. وان تجاوزته .. فان بضعا من الكتاب يحلق في خيال واسع .. بعضه يمكن تحقيقه .. وبعضه صعب تحقيقه .. وبعضه محال تحقيقه  لكن .. يهمنا هنا لمحات من نماذج من عروض هذا الفكر عند كتاب القصص والروايات .. فهناك من يكتب القصة او الرواية فتثيرك بأحداثها ..  وتنقلك الى عالم غموض تحب ان تفهمه وتعلمه .. وينقلك بذكاء في كل فقرة من القصة الى حدث يثيرك فتتابعه .. لكن ... مثل هذه القصص يصعب على كتابها ان يغلقوا ملف القصة بسهولة .. وذلك بسبب التمطيط والتطويل والاحداث الغامضة والغريبة بالقصة .. فان كانت كتابا انتهت بهلامية غير

الكذب الصادق

من الصعب فهم مدارك ومشارب الناس .. فهم عالم كامل يحملون متغيرات السلوك وتبعات الزمن من ادوات ومن حضارات ومن تجارب امم ... فلا تقييم ثابت ولا تنزيه مطلق ولا مدينة فاضلة نعيش بها ... نحن شتات فكر وتوالد عصور وتبعات تجارب وخبرات متغيرة ... يجمعنا في كل هذا قانون الحاجة والتبعية .. فنحن نحتاج للامن ولا يتأتى ذلك الا بمجتمع .. ونحن بحاجة للتكاتف والبناء ولن يكون ذلك الا بجماعة لها حيز ومكان وهوية تجمع اللون والمذهب والدين والقبيلة لم يأت هذا الفكر اعتباطا ولا مصادفة .. وانما هي السنين المتعاقبة التي انضحت فكر الانسان واكسبته التجارب ليبني حضارته بنفسه لنفسه ... لم تساعده شجرة لم يعاونه حيوان ولم يلتقط له طير وانما جنسه الذي عمل واجتهد وابتكر ... فاخذ من الشجر غذائه .. واخذ من الحيوان قوته وطعامه واخذ من الطير رسائله وغذائه .. فساعده في نضج الرؤية وصلاح الحكمة وبناء الحضارة ومع كل هذه المتناقضات ... من دولة الحياة التي يعيشها الحيوان والطير والنبات .. كاان الانسان الكائن الوحيد الذي اوجد لكل هذه القواعد مكانا ترسي عليها وفوقها ... ذلك بعد ان تنامى اداركه وارتفع منهجه السلوكي العام

تدبير حكيم

ذهبت لصديق اعرفه بترت رجله .. وجلست معه اواسيه وابث في نفسه الصبر والامل .. فقال لي .. لقد طلبت من الطبيب الذي بتر رجلي بأن اراها .. وعندما احضروها الي .. وجدتها صامته ميتة لا حراك فيها .. لقد احسست بحزن عميق وشعرت بان جزء مني غادرني .. لقد عاشت معي العمر كله ,. ذهبت معي وشاركتني مشاويري واحزاني وافراحي .. ونقلت جسمي الى الاماكن الذي اختارها دون تذمر او كلل او رفض .. انها ابنتي التي فقدتها ... وخرجت من عنده وشيئا ما اخذته من حديثه ... لقد صدق في وصفه لحزنه وصدق في مشاعره .. وحملني حديثه لامر غفلنا عنه .. وهو ... ان الرجل اكثر احساسا ودفئا من المرأة .. لكنها هي اكثر عاطفة وود منه .. فهو لم يبك وهو يتحدث عن رجله التي فقدها ... واكتفى بمسحة الحزن في وجهه .. ولو كانت هي مكانه لكانت دموعها اكثر انسيابا ولما استطاعت ان تصف مشاعرها الحزينه لفقدانها العزيز منها .. المرأة خلقت من ضلع اعوج بالرجل ... فهو يحتاجها ويحن اليها ... وهي كائن مستقلة اكثر منه .. فهي لم تفقد شيئا منها ,.. وهي قد لا  تحتاج  للرجل ان امنت المكان والطعام والكساء .. عكس الرجل الذي يمتلك  الامن والمال والطعام والكساء و

الالحاد ينافي العلم

شاهدت منذ ايام تحقيقا لعالم برمجيات مشهور بالالحاد يجري لقاءات وحوارات مع الناس عن الله سبحانه .. ويلتقي برجال دين يسالهم مالذي سيتغير لو انهم امنوا بفكرة الالحاد .. وان هذا الكون ليس له اله خلقه ويديره ويعلم غيبه وحاضره  .. وكانت فكرته من هذه اللقاءات تتمحور حول قضية واحدة وهي هل يمكن ان نخلق الخوف الداخلي في الانسان من تبعية الجريمة دون وحود الله سبحانه .. وهل يمكن للقوانين الوضعية ان تكون كافية في هذا التأصيل بداخله  والله سبحانه وتعالى امرنا بان لا نشاهد او نسمع او نجلس مع ناس يخوضون بمثل هذا الكلام عطفا منه سبحانه من ان ينساق هذا الانسان دون ان يدري او دون ان يتحصن بعلم الى دهاليز الظلمة فيكون لقمة سهلة لاعدائه الذين يسعدهم كفره والحاده .. وما شاهدته من حوارات ولعب بالالفاظ وصياغة فنية قد تذهب بعقول الشباب او بهز نفوس ضعيفة ليس لديها علم في مسائل الايمان مما يترتب على مثل هذه الافلام واللقاءات والحوارات والتسجيلات خطر عظيم داهم قد يقبل علينا بشر مستطير  تعالوا معي في رحلة قصيرة نتحدث في هذا الموضوع .. فاقول بسم الله الرحمن الرحيم .. اولا ... المشكلة الاساسية ليست في الق

ابدأ الان

من يبحث عن المدينة الفاضلة لن يجدها سيتعب .. ومن يبحث عن المثالية المطلقة لن يجدها سيتعب .. لا توجد مدينة فاضلة الا في الحلم .. ولا توجد مثالية مطلقة الا في الخيال حيث يمكن من خلال الاحلام والخيال صنع هذه المدينة وهذه المثالية .. اما في واقع الحياة فان كل الاحتمالات واردة .. شر وخير .. فضيلة ورذيلة .. عفة وانحلال .. كل الابواب مفتوحة .. انت وحدك من يغلق هذه الابواب وانت من يفتحها .. وانت من يختار هذه الابواب وانت من يتركها .. وبين هذه وتلك .. تقع الخيارات .. وبين الخيارات تقع التجربة والخبرة .. وبين هذه وتلك تصنع مدينتك .. مخطيء من يظن ان وتيرة الحياة واحدة ,.. وان فصولها مجتمعة بفصل واحد .. فهي مراحل ومحطات .. تسعدك بعضها .. وتحزنك بعضها .. تفرحك بعضها .. وتبكيك بعضها .. فهي دروب ومتغيرات .. ومحطات ورحيل وقدوم واقبال .. وان الحياة كلها هي انت .. وان مراحلها كلها هي انت .. فان رحلت فلن يبق منك شيء .. ولن يرحل معك شي .. وستنطوي صفحاتك .. وتمحى ذكرياتك .. ولا يبقى سوى اثر كان ..  هذه الشمس بكل حجمها تشرق لك .. فلن ينازعك احد على تحقيق احلامك تحتها .. ولن يدعي احد ملكيتها .. فهذ

تدرج التطوير عند الفرد

الفرد منا يولد طفلا يعيش بكنف والديه ثم يكبر .. يبدأ بتكوين مجتمع خاص به .. ينطلق اكثر بتكوين صداقات ومعارف .. ثم ينفصل بتكوين اسرة .. ثم ينصرف في شؤونها .. ثم يبدأ بالخمول ... وتبدأ دورة من ذاته .. حيث يأتي ابنه ليكمل المشوار .. ثم ينتهي دوره .. ماهذا ... تعالوا نحسبها مره ثانية .. الفرد منا يولد طفلا يعيش بكنف والديه ... يكبر مع والديه .. الفارق بينه وبينهم الخبرة والتجارب .. يأخذ منهم اساسيات بقاء الحياة .. لا تفعل هذا .. لا تلمس هذا .. ابتعد عن هذا .. ثم يدخل مرحلة التكوين .. حيث تتم مراجعة كل قرارته من قبل والديه .. ويبدأ الطفل بالتخزين .. ثم ينتقل لمرحلة اكبر ... تتحد فيها اسرته ماتحمله من مضامين الترابط الى خبرته  التي لا تتجاوز دورتين هما اساسيات بقاء الحياة ثم مرحلة التكوين .. حتى اذا دخل مرحلة المراهقة تبدأ المرحلة الفاصلة .. وهو الصراع الداخلي بين تكوين شخصيته المستقلة وبين ارتباطه بشخصية من علمه  ... حسنا .. تعالوا نحسبها مره ثالثة ... وهذه المرة نبدأ بها من مرحلة المراهقة ... حيث تبدأ عليه مظاهر جديدة لاتخفى على من يتعامل معه من خشونة الصوت وتفاصيل الذكورة العامة الم

الطلاق قرار مكروه

لا يوجد اسوأ من قرار الطلاق .. فهو قرار يأتي اما من ردة فعل او سوء حكمة عند بعض الرجال .. غير مدركين اهمية وخطورته وسوء منقلبه ضد انسانه شاركته يوما ما حياته .. وحلمت معه الحلم الجميل .. وبنت ذات يوم معه عشهما بالحب بالود بالامل الكبير .. يتركها وهو يعلم بدمعها .. وحسرة وخيبة امل قلبها ... قرار يملكه وحده .. واساء استخدامه  وحده يتشارك بالخطا معه الزوجة ذاتها .. حيث لم تفهم ان الرجل اشبه بالطير .. وانه يحكمه عقل وقرار قد يستعجله ... وان عاطفته يمكنه السيطرة عليها فيحكم ضبطها  .. لم تفهم المرأة بان الرجل  طير .. يحب الحرية ولا يميل للقيد والاحتكار .... وهو عقل مفكر يمكنه ان يستبدل ويغير ... وهو عاطفه يغلب عليها العقل .. وعندما تغالبه الزوجه همه .. وتنكد عليه عيشه .. وتظلم نهاره .. فانه يتخذ قرار تركها مع هذا ....  فهو قرار غير صائب .. وقرار يمكن معالجته بشيء من الرأفة .. بشيء من الحكمة .. حيث على كل رجل ان يفهم ابعاد مشاعر المرأة  .. وان يعلم انها مثله طير تحب ان تعيش حرة في مملكتها .. وانها مثله لا تميل بان يقيدها ويحتكر حريتها .. فيظلم نهارها ... ويظلم طبعها .. ولا يحترم راي